حملات التشويه.. ضريبة نجاح المقاومة الوطنية وتعاظم حضورها الشعبي
لا يمكن قراءة التوقيت الذي تستعر فيه الحملات الإعلامية ضد المقاومة الوطنية بمعزل عن التحولات التي حققتها هذه القوة عسكريًا وتنمويًا حتى تربعت في صدارة ثقة اليمنيين. وبينما تواصل هذه القوة تكريس وجودها كرقم صعب في المعادلة الوطنية، تطل موجة جديدة من البروباغندا التي تتجاوز حدود النقد السياسي لتصل إلى التشكيك في جوهر الدور الوطني لهذه القوة، عسكريًا وإنسانيًا.
يرى مراقبون أن تدفق الاتهامات المفبركة في هذا التوقيت ليس محض صدفة، بقدر ما هو رد فعل عكسي على نجاح المقاومة في تأمين شريط ساحلي حيوي وتقديم نموذج خدمي وإنساني ملموس، لا سيما وأن هذه المساعي المغرضة تبرز مع كل أزمة تنشأ في المناطق المحررة، بغرض تحميل المقاومة الوطنية تبعات ووزر ظروف معينة لا صلة لها بها، وهي محاولة يائسة لخلخلة الثقة الشعبية المتصاعدة حولها.
لطالما اعتمدت المقاومة الوطنية نهجًا سياسيًا يتسم بالترفع عن الصغائر، فبالرغم من الشحن الإعلامي ضدها، ظلت المقاومة تقف على مسافة واحدة من كافة القوى الوطنية، وهو قرار استراتيجي نابع من الحرص على وحدة الصف الجمهوري، والرفض القاطع للانجرار إلى المعارك الجانبية، ما منحها مكانة رفيعة في الوعي والوجدان الشعبي.
وعندما اصطدمت أدوات التحريض بجدار الواقع الصلب، ولأنها لم تجد ثغرة في الأداء العسكري أو الإداري للمقاومة، لجأت إلى صناعة الأكاذيب، بغرض خلق انطباعات ذهنية سلبية لدى الرأي العام عبر تزوير الحقائق. ومع ذلك، فإن هذا الرهان سقط أمام النتائج الميدانية؛ فالحاضنة الشعبية للمقاومة لم تتأثر، بل تعززت بفعل الإدراك الشعبي بأن هذه الحملات ليست إلا ضريبة للنجاح والثبات على المبدأ.
وقد أثبتت قدرة المقاومة الوطنية على السمو فوق حملات التشهير، والتركيز على المهام الوطنية نضجًا سياسيًا يفتقده خصومها. وبدلًا من أن تستهلك طاقتها في الرد على المهاترات، سخّرت تلك الطاقة لاستعادة الدولة وبناء المؤسسات، وهو ما أدى في المحصلة إلى نتيجة عكسية لما أراده المخططون لهذه الحملات الهادفة إلى عزل المقاومة شعبيًا وجماهيريًا، لتصبح في الواقع القوة التي تُعلق عليها آمال اليمنيين العريضة في تحقيق تطلعاتهم واستعادة جمهوريتهم المسلوبة.









