واصلت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الأسبوع الماضي، ارتكاب انتهاكات متنوعة بحق المدنيين والمؤسسات العامة والخاصة في عدد من المحافظات اليمنية المنكوبة بسيطرتها، ضمن سياساتها الممنهجة التي تستهدف بها حياة المدنيين.

ورصدت "وكالة 2 ديسمبر" أبرز تلك الانتهاكات، التي تنوعت بين التصعيد العسكري، وحملات الاختطاف والقمع، والاعتداء على الممتلكات الخاصة، وفرض الجبايات، والتضييق المعيشي.

تصعيد عسكري
صعّدت مليشيا الحوثي عملياتها العسكرية في مختلف جبهات القتال، لا سيما في محافظات (مأرب، الجوف، لحج، تعز، الضالع)، وتمثلت هذه العمليات في تنفيذ عمليات تسلل وهجمات فاشلة، إلى جانب استحداث مواقع وبناء تحصينات عسكرية، وقصف مناطق آهلة بالسكان قرب خطوط التماس.

وفي محافظة البيضاء، أقدمت المليشيا، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، على تفجير عبّارات مائية في طريق عقبة ثرة بمديرية مكيراس، في محاولة لعرقلة فتح الطريق الحيوي وتعزيز العزلة المفروضة على المنطقة.

ونصبت مليشيا الحوثي منصة إطلاق صواريخ جديدة في جبل المهلالة بمديرية السياني- محافظة إب، هي الثانية التي يتم إنشاؤها في المنطقة خلال الأشهر الماضية، في مؤشر على استمرار عسكرة المناطق الجبلية واستخدامها لأغراض عسكرية تهدد حياة المدنيين.

وفي محافظة لحج، شنت المليشيا قصفًا عشوائيًا بالأسلحة المتوسطة استهدف منازل المواطنين والمارة في منطقة عهامة بمديرية المسيمير، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع في أوساط السكان، خصوصًا الأطفال والنساء.

حملات اختطاف وقمع أمني
شهد حي الصعدي، القريب من باب اليمن وسط العاصمة المختطفة صنعاء، حملة أمنية مفاجئة نفذتها المليشيا، تخللها انتشار مسلح وإغلاق لمداخل الحي، ومداهمات أسفرت عن اختطاف عدد من المواطنين دون أوامر قضائية، بينهم المواطن محمد العفيري، وسط انقطاع تام للمعلومات عن مصير المختطفين والجهة التي اقتيدوا إليها.

وفي السياق ذاته، اختطفت المليشيا الشيخ أمين علي مهدي جمعان، أحد مشايخ ووجهاء قبيلة بني مطر، بعد مداهمة منزله واقتياده إلى جهة مجهولة، في خطوة أثارت استياءً قبليًا واسعًا.

كما أقدمت المليشيا على اختطاف الصحفي خالد العراسي، الموالي لها، من أمام منزله في صنعاء، على خلفية منشورات انتقد فيها مظاهر فساد داخل مؤسسات تابعة للمليشيا.

نهب الممتلكات والجبايات القسرية
كشفت مصادر مطلعة عن قيام ما يُسمى "الحارس القضائي" التابع للمليشيا بوضع يده على ممتلكات خاصة بأسرة غازي الأحول، الأمين العام السابق للمؤتمر الشعبي العام، المختطف منذ أغسطس الماضي.

وشملت الممتلكات عقارات ومباني وشركة تجارية، بعضها غير مسجل باسم الأحول، بذريعة شراكات مزعومة مع شخصيات مقربة من الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.

وفي محافظة حجة، فرضت المليشيا إتاوات مالية على مياه الشرب في منطقة كشر بمديرية حجور، وألزمت أصحاب الآبار بدفع مبالغ مالية مقابل السماح بتشغيلها، ما فاقم معاناة السكان في الحصول على المياه.

وأظهرت مشاهد مصورة هرع المواطنين للحصول على كميات محدودة من المياه، في ظل الفقر وانعدام الخدمات، واستمرار الأوضاع الإنسانية القاسية منذ سيطرة المليشيا على المنطقة مطلع عام 2019.

انتهاكات متعددة
في محافظة إب، شكا معلم حرمانه من نصف راتبه، رغم أكثر من 30 عامًا من الخدمة، بعد إسقاط اسمه من كشوفات الصرف بحُجة عدم الالتزام بالدوام، مؤكدًا استمراره في أداء عمله بانتظام.

عائلة المحامي صبرة حذرت من تدهور حالته الصحية في سجون المليشيا، بالتزامن مع تقارير عن تدهور حالة الناشطة علياء الميهال داخل أحد مراكز الاحتجاز في صنعاء.

وتوفي المختطف علي محمد علي، من أبناء محافظة البيضاء، داخل السجن المركزي بصنعاء، بعد أكثر من سبع سنوات من الاحتجاز التعسفي، نتيجة الإهمال الطبي وغياب الرعاية الصحية.

وفي تصعيد قضائي خطير، طالبت النيابة الجزائية التابعة للمليشيا بإعدام مختطَفين كانت المحكمة قد قضت ببراءتهما، ضمن قضية تضم 21 مختطفًا، في خطوة تؤكد استخدام القضاء كأداة للقمع السياسي وانتهاك حقوق الإنسان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية