جريمة القرن.. مليشيا الحوثي تفخخ البحر الأحمر بمليون ونصف برميل نفط
تتسارع بشكل يومي مخاطر انفجار خزان صافر النفطي في ميناء راس عيسى بمدينة الحديدة في الوقت الذي تقامر مليشيات الحوثي بتعريض البحر الأحمر والدول المطلة عليه لكارثة هي الأكبر في القرن الـ21 حسب خبراء في البيئة البحرية.
يكمن استخلاص رصيد وافر من الهمجية في رد القيادي في مليشيات الحوثي محمد علي الحوثي على السفير البريطاني الذي حذر المليشيات من مخاطر انهيار الخزان النفطي العائم صافر حين قال المدعو الحوثي أن السمك ليس أغلى من البشر.
تستخدم المليشيات السفينة ومحتواها من النفط والذي يصل مليون ونصف المليون برميل كدرع ومترس لتلافي أي هجوم للقوات المشتركة على الحديدة وتحريرها، وهذا التصرف يمثل تطوراً مهماً في الممارسات الإرهابية للمليشيات الحوثية والتي تجاوزت تنظيمات داعش والقاعدة.
تكرر مليشيا الحوثي تهديدات تنظيم داعش الإرهابي في العراق حين خير القوات الدولية بين التراجع عن مهاجمته وتفجير سد الموصل ومصفاة بيجي النفطية في الموصل، وذلك هو سلوك الجماعات الإرهابية دوما والتي لديها الاستعداد للتضحية بكل من حولها لتنجو هي من الخطر..
تدرك مليشيات الحوثي أن إيران ليست من بين الدول المطلة على البحر الأحمر لذلك هي لا تضع اهتماما لمخاطر تضرر دول كاليمن والسعودية والسودان وارتيريا وجيبوتي وصولا إلى قناة السويس في مصر.
التحذيرات الدولية السياسية والبيئية والأممية لم تجد مساحة من القبول ولو حتى النقاش لدى مليشيات الحوثي الإرهابية التي تصر على أن يصل دمارها للبحر بعد أن دمرت البر وعاثت فيه فسادا طيلة 6 سنوات.
وتشير تقديرات الخبراء الفنيين بأن السفينة لم تعد تحتمل الصيانة حيث غطى الصدأ أجزاء منها وتسرب الغاز الخامل الذي يمنع الخزانات من تجميع الغازات القابلة للاشتعال، وأنه لابد من فريق إنقاذ لتلافي مخاطر التسرب النفطي أو غرقها في حين مليشيات الحوثي -كما تحدث دبلوماسي غربي- تعتبر السفينة سلاح ردع نووي ستستخدمه حال تم الهجوم عليها في الحديدة.
وترسو السفينة صافر منذ 5 سنوات دون صيانة قبالة سواحل رأس عيسى في محافظة الحديدة في البحر الأحمر حيث فشلت الأمم المتحدة طيلة 5 أعوام في إقناع مليشيات الحوثي بقبول فريق للصيانة أو حتى فنيين لتقييم الأضرار بعد أن كشفت معلومات وصور عن تآكل الهيكل الحديدي للسفينة وتحلله وتسرب المياه إلى غرفة المحركات من ثقب أحد الأنابيب الأمر الذي يضاعف مخاطر تسرب النفط من صهاريج التخزين .
ويحذر خبراء من أن تسرب الخزان العائم صافر إلى البحر سيدمر البيئة البحرية اليمنية بشكل كامل وسيمتد الضرر من سواحل البحر الأحمر حتى سواحل خليج عدن والبحر العربي، ولن تتجاوز اليمن هذه الكارثة إلا بعد 30 عاما حيث ستبدأ بيئة البحر الأحمر بالتعافي .
ورصد موقع حلم أخضر المتخصص في البيئة الكلفة البيئية والاقتصادية والإنسانية التي ستخسرها اليمن بالأرقام في حال وقوع انفجار للناقلة أو تسرب للزيت الخام وسط البحر بالاستناد إلى بيانات الجهات الرسمية.
والكلفة البيئية والاقتصادية من كارثة صافر مرعبة حيث كشف الرصد الذي اعتمد على بيانات الجهاز المركزي للإحصاء للعام 2018 م أن 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي وستخسر موائلها الطبيعية.
كما أن 126,000 صيادا يمنيا سيفقدون مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي منهم 67,800 صيادا في محافظة الحديدة لوحدها و 148 جمعية سمكية تعاونية خاصة بالصيادين ستتوقف عن العمل ونحو مليون طن كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية سيتعرض للتلف داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وأشار الرصد إلى أن 969 نوعا من الأسماك (الساحلية والأعماق) في المياه اليمنية ستقتلها بقع النفط الخام المتسربة و300 نوع من الشعاب المرجانية ستختفي من المياه اليمنية، جراء النفط الخام عدم وصول الاكسجين والشمس إليها و768 نوعا من الطحالب ستتعرض للتلف و139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية، ستختنق ببقع الزيت الخام.
وأشارت تقديرات الراصدين المختصين إلى أن مليوناً ونصف المليون طائر مهاجر مهدد بالخطر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة و 390 نوعاً من أنواع الطيور البرية والمائية الموجودة في اليمن، ستواجه نصفها خطر النفوق المؤكد في الجزر والسواحل التي ستتعرض للتلوث ببقع النفط.
إضافة إلى 57 موقعاً من مواقع الطيور في اليمن، سيتضرر نصفها على الأقل، نتيجة تلوث السواحل والجزر بمادة النفط الخام و 170 نوعاً من الطيور المهاجرة البرية والمائية التي تتواجد في محميات وسواحل الأراضي الرطبة في محافظة عدن، ستتعرض لخطر النفوق جراء وصول بقع الزيت الى خليج عدن، والبحر العربي.
وبينت التقديرات والدراسات وتحذيرات المختصين أن كلفة المغامرة التي تقوم بها مليشيات الحوثي ستكون كارثية على اليمنيين ويكفي أن يتضرر 3 ملايين ونصف المليون مزارعا وصيادا جراء هذا الانسياق الحوثي وراء تدمير كل مقدرات اليمن وبيئته البحرية.
لا تملك مليشيات الحوثي ولو قدرا بسيطا من الإحساس بالمسؤولية حين تتجه للتضحية بكل مقدرات الشعب البحرية بعد أن نهبت الرواتب ودمرت الاقتصاد وعطلت الخدمات ونهبت إملاك الشعب الخاصة والعامة وشرعت قوانين لجباية حقوق الشعب الخاصة.
على المجتمع الدولي استشعار حجم الكارثة التي تتجه مليشيات الحوثي الإرهابية لتفجيرها في البحر الأحمر واستخدام كل أدوات الضغط لتلافي هذه العملية الإرهابية التي ستحول اليمن الى جغرافيا ميته وطاردة للحياة .
يملك المجتمع الدولي وسائل ضغط على المليشيات الحوثية وحلفائها كفيلة بإلجام هذا الجنون والهمجية في تقدير الأضرار من قبل هذه المليشيات الإمامية التي اختزلت كل اضرار الكارثة في نفوق الأسماك في البحر فقط.
السكوت على جريمة ستكلف اليمنيين والدول المطلة على البحر الأحمر ثلث قرن من الدمار في البيئة البحرية يعد جريمة أيضاً، والتهاون مع مليشيات الحوثي الإرهابية طيلة 6 سنوات من قبل المجتمع الدولي يجب أن ينتهي هنا على حواف خزان النفط العائم سفينة صافر.