حديث زعيم مليشيا الحوثي حول المهمشين في اليمن الذين يسميهم "أحفاد بلال" أثار مخاوف كثيرة حيال هذا الاستغلال الهمجي وغير الإنساني لهذه الفئة الفقيرة في المجتمع ومقايضة أبنائها بمنحهم الفتات مقابل أرواحهم يقدمونها في جبهات الحرب الحوثية.
 
وصف زعيم مليشيا الحوثي لهذه الفئة بأحفاد بلال يطفح بعنصرية مقيتة حيث تسلخ التسمية عنهم انتماءهم لليمن، هذا أولا، والأمر الآخر يقدم زعيم عصابة الحوثي الإمامية نفسه حفيدا مزعوما للنبي سيكرر أحفاد بلال الحبشي وقوفهم إلى جانبه كما وقف جدهم المفترض بلال مع جده النبي الأكرم، حسب دعوى الزور الحوثية.
 
هذا التمادي المفرط بالعنصرية والخرافة والسلالية والادعاء بالانتساب إلى النبي يضع اليمنيين في طبقات أعلاها العائلات الحوثية التي تدعي الهاشمية وبعدهم اليمنيين وفي المرتبة الأدنى من أسماهم عبد الملك الحوثي أحفاد بلال.
 
تستدعي المليشيا وزعيمها المطمور بنزعة الاستعلاء والتمايز على اليمنيين عهد قريش والرسول كي تسوق خرافة الامتداد لتلك الحقبة والجماعة ومواصلة الدور ولو بدماء وأرواح فئة ليست قليلة من اليمنيين الذين ساوى بينهم الدستور اليمني وبين غيرهم من المواطنين.
 
زعيم مليشيا الحوثي كان أشار في آخر خطاباته أيضا إلى برنامج وطني للمهمشين وكان القصد من ذلك مواصلة استقطاب وتجنيد أعداد كبيرة من المهمشين وزجهم في الجبهات دفاعا عن الفئة السلالية التي تدعي التميز عرقيا والتي تمثل قيادة المليشيا وصاحبة النفوذ والقرار والسلطة والثروة.
 
وحسب معلومات حصلت عليها "وكالة2 ديسمبر" فإن عملية تجنيد المهمشين والتغرير بهم وإجبار آخرين على الانخراط في معسكرات حوثية ليس جديدا وقد بدأ في عام 2018 حيث تم تجنيد مئات من المهمشين من مناطق في البرح والحوبان والدمنة ومن مخيمات عديدة في تعز وكذلك في محافظة إب وتم إنشاء معسكر تدريبي لهم في منطقة تتبع شمير مقبنة.
 
وأوضحت المعلومات أن المليشيا كذلك جندت نحو 500 فرد من المهمشين من مناطق الحديدة في باجل والمراوعة وتم إجبار أكثر من 50 من المهمشين في مخيم الظلام في باجل بينهم أطفال على الانخراط في معسكرات تدريب في مزرعة تابعة للدولة في الكدن خلال العام الماضي 2019 إلى جانب معسكرات أخرى في مدينة الحديدة ومديرياتها.
 
ويحذر نشطاء من مخاطر هذا الاستغلال والتجنيد الإجباري للمهمشين والذي اعتبروه أشبه بإبادة جماعية حيث يتم الزج بهؤلاء البسطاء في مقدمة المعارك ويتم منح أسر من يقتل منهم مبلغا ماليا زهيدا لا يصل إلى 100 ألف ريال، أقل من مئتي دولار.
 
وتقدر إحصاءات الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهمشين حجم هذه الفئة في اليمن بنحو 3 ملايين شخص وفي حال عززت المليشيا الحوثية من توجهها نحو تجنيدهم ضمن قواتها فإن هناك ما يقرب من 50 ألف شاب وطفل ستضحي بهم المليشيا للدفاع عن مشروعها الطائفي التدميري.
 
وتستغل المليشيا فقر هذه الفئة وعدم حصول أفرادها على التعليم الكافي لتفخيخ عقولهم بمفاهيم ومعتقدات طائفية ومذهبية مغلوطة الأمر الذي يضاعف من مخاطر نزيف وتجريف آلاف الشباب والأطفال من أبناء مخيمات المهمشين. 
 
 مليشيا الحوثي الإرهابية لم تستثن مكونا أو فئة أو قبيلة أو حي أو مخيم إلا وطالته حربها التدميرية طيلة ستة أعوام من التجريف والاستنزاف لبنية المجتمع اليمني ونسيجه الوطني.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية