والمصري يتكحل بالمنجزات ، يرفل بالمجد المنتصب على سارية المجرة منذ عشرة ألاف سنة؛ السلام على أفذاذ العرب ، سلاطين الدهر ، الذين وقفوا في منتصف الوقت بين الحياة والموت يرتبون شريعة البقاء ، المصري شرطي الجهات يقف في ناصية الحلم ، يغذي بتفانيه الأماكن بالنفس المكرم فمن هناك تتنفس البرية ، هناك يتنفس الماء ، في مصر عنق الأمة لولاها حارسة البحر تمنعه من النط واغراق العالم لذهبنا أدراج الموت ، الموت لولا بلاد الله ومصر التي تغني لحن الحياة 
حبا بنا وتضحية 
 
لا يسعني الحديث عنكم 
عن مصر لا يسع أحد الحديث ، كيف للوطن المأخوذ من بريق الشهب ، ومن سرعة الضوء ، ومن تعويذة السماء أن نستطيع الكتابة عنه ، وانصافه ، فقط الشمس تدون تأريخ الأشاوس ، فقط " البحار " تؤرخ قباطنة الماء ، فقط التركي الهارب من قبالة مصر ينجح في كتابة ملحمة المصري الذي ألجم أفواه الطامعين وصان البقاع المشرفة من أشداق الغزاة ، الأوروبي يمكنه تبجيد البلاد التي أرغمت أنفه بالخسارات وأعادته ذليلا مهانا الى بلاده يحدثهم عن شجاعة الفراعين فينشدهون ، ينعتونه بالمجنون ، نعم المجنون الذي أخبرهم عن رجال الخوارق ، كذبوه 
 
السلام عليك ايها المصري
كنت أسمع قبل معرفتي بك عن الفراعين ، كنت اقرأ ، ولما قرأت في محياك سيماء الوطن الذي تنتمي اليه قلت لنفسي : لكأن القلم وجد لينقل لنا تفاصيل مصر ، لكأن الوجوه كما أنت ترجمات حقيقية للتراب الجليل ، أجل من سواه ، المختلف كليةً عن بقية الكرة الأرضية ، فالله عندما قبض حفنة من الجنة وصنع منها الانسان قال : هذا هو الانسان ، ثم قبض حفنة ثانية وقال وهذا هو الجنس المصري ، لله ما أشد تعاليكم ، العالم حفنة وأنتم كفة .. 
 
لمصر طلاقة البروق 
تومض كما عهدناها ، تضيء السماء الممتد من كل عاصمة ، فالدول سميت قبلما تولد بالأمصار  ، بلد " المصر " وموطن " المصر " فمصر كيلا أنسى في زمن السقوط ومهانة دول العالم أمام الاستعمار وقفت بوجهه ، وحدها مصر نافست التاج الفرنسي على البحر ، من سوى مصر قالت للانجليزي المتعجرف : قف في مكانك ، بينما كبريات ممالك الشرق والغرب أفسحت لهم المدن 
 
يسعدني مباركة نفسي بمصر ، بالقائد
أيها الغيث وأمك " مصر " هكذا قيل للوطن الذي يتربع السيسي على عرشه منذ سنوات ، مشتقة هي من الغيث ، مقتبسة من السحاب ، تنهمر مصر كما لم تنهمر بلدة بالماء في مواطن القحط ، بالخيرات ، بالمكارم ، بالأصل النابت براحة الله ، لمصر ، وللرئيس ، ولك أيها الشعب جليل تحياتي ، وأمنياتي 
 
بلغوا مصر عني 
حدثوه عن يماني كلما تعاورته جهات الارض بالموت ينظر مصر ويشم هناك رائحة السلام ، وفطنة البشري ، وجلالة التأريخ ، ولمعان التاج الذي يزين رأس البلد المفدى ، سلطانة الضوء ، ملكة الملاحم ، حامية البر ، والبحر ، الخالية بسنوات التهم من أية تهمة ، البيضاء في زمن السواد ، الطالعة من قلب المعمعة كملاذ للعروبة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية