حينما أشعل الدجال الحوثي الأول فتنة صعدة ، وتسبب في حروبها الست ، لم يستشر أحدا من علماء وفقهاء ووجهاء ورموز المذهب الزيدي ، بل ولم يستمع لعقلاء وفقهاء ووجهاء الزيدية ، الذين دعوه للتراجع عن دعوته الجاهلية العنصرية التي أساء بها للمذهب الزيدي وللرسالة المحمدية وللدين الإسلامي كله . 
 
ومع ذلك كان الدجالون الصغار الذين انحرفوا معه وانجرفوا خلف زيفه يحاولون مغالطة الشعب اليمني ، حينما كانوا  - بشكل مباشر أو غير مباشر -  يصورون حروب مواجهة الفتنة الحوثية بأنها حروب ضد المذهب الزيدي . 
 
 
واليوم يتكرر نفس السيناريو الحوثي الأرعن ، فالمليشيات الحوثية  أصدرت وثيقة الخمس العنصرية تنفيذا لتعليمات خارجية ، وتقليدا لسلوك حوزوي إيراني ، ولم تأخذ رأي عالم أو فقيه أو عاقل أو رجل رشيد من أهل الزيدية ، فضلا عن انها تجاوزت الدستور والقانون والمؤسسات الشرعية المعنية بالتشريع .
 
وحينما اصطدمت بإجماع وطني يرفض وثيقتها العنصرية انبرى منظروها ينقبون في هوامش الرفض ، وينقبون عن مفردات وردت في نصوص بيانات ومواقف القوى والأحزاب والمكونات والنخب اليمنية ، بحثا عن ذرائع لمغالطة الشعب بأن موقف اليمنيين الذين رفضوا وثيقتها العنصرية بإجماع غير مسبوق هو موقف ضد المذهب الزيدي . 
 
 
إنه الانكماش والسقوط ، وانعدام الحجة الشرعية والقانونية والمنطقية ، فقد وقفت هذه العصابة - أمام إجماع اليمنيين وحججهم الشرعية والدستورية  والقانونية والمنطقية والإنسانية - عاجزة عن مواجهة هذا الاجماع ، فلم تجد سوى الانحراف بالمعركة ، والهروب من مواجهتها ، والاحتماء بالمذهب الزيدي ، في محاولة للدفع باتباع الزيدية للدفاع عن سلوك العصابة ونزوعها العنصري . 
 
 
وما من شك أن العصابة الحوثية   التي تجاوزت جرائمها   كل المذاهب تحاول بهذا الموقف أن تقدم نفسها بأنها تمثل المذهب الزيدي ، وتلك كارثة وجريمة في حق الزيدية وأتباعها ، الذين يعلمون أن العصابة الحوثية لا تمثل مذهبهم ولا معتقداتهم ، وكان اغلبهم - ولا يزالون -  في صدارة من يتصدى لانحراف العصابة الحوثية وسلوكياتها الاجرامية بالكلمة والموقف . 
 
وفضلا عن محاولة هذه العصابة ادعاء تمثيل المذهب الزيدي ، فإنها -  بمحاولة دفع اتباع المذهب الزيدي إلى مواجهة مع المجتمع اليمني والاجماع الوطني - تفتح بابا جديدا لفتنة طائفية سيكون من الصعب إغلاقه إن سارت الأمور على هوى العصابة الحوثية . 
 
وليس جديدا القول أن العصابة الحوثية مارست ضد اليمنيين -  بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم ومشاربهم -  أبشع جرائم الاضطهاد والاقصاء والاذلال والإبادة ، كما عمدت - من خلال خطابها الإقصائي وسلوكياتها  الاستبدادية - إلى شيطنة المجتمع اليمني ، وادعاء احتكار الفضيلة واحتكار الدين واحتكار الوطنية واحتكار القيم ، وعلى أساس هذا الادعاء تفحش في احتكار السلطة  والوظيفة العامة والمصالح ولأموال وكل مفردات الحياة .
 
عصابة الحوثي تحاول اليوم أن تدفع باتباع المذهب الزيدي للدفاع عن انحرافها ، مثلما تدفع بالبسطاء والمغرر بهم إلى محارق الموت  للدفاع عن كهنتها  والموت في سبيل بقائها وتنفيذ مشاريع التبعية التي تحملها .
 
رغم الصراعات والحروب والوضع الذي وصلت اليه البلاد ، إلا أن يمن اليوم -  وغدا وإلى ما شاء الله - لم تعد - ولن تقبل أن تكون -  رهينة مذهب او توجه إقصائي متطرف لأية فئة أو جماعة أو حزب أو مكون ، بل يمن العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية ، وهذا ما تهرب منه العصابة الحوثية اليوم ، وهربت منه كثير من القوى المتطرفة إلى خيارات أخرى لم تثمر سوى الشر والدمار ، ورغم ذلك ظهر من خلال الاجماع الوطني على رفض الوثيقة العنصرية أن الشعب اليمني بكل مكوناته يرفض أي تشريع ينتقص من المواطنة المتساوية .
 
 
العصابة الحوثية انكشفت كل عوراتها ، وظهرت عمالتها ، واتضح انحرافها ، وتأكد للجميع نزوعها العنصري المقيت ،  وسقطت دينيا وقانونيا ووطنيا واخلاقيا ، وهي اليوم  في أسوأ حال وأضعف موقف وأسود منقلب ،  ولذلك تدفع باليمن واليمنيين  إلى فتنة طائفية مذهبية قد تطيل عمر هذه العصابة إن لم يتنبه اليمنيون جميعهم لهذا الخطر ، وفي المقدمة علماء وفقهاء وعقلاء وأتباع  الزيدية ، الذين تلقي بهم  العصابة الحوثية في وجه بركان الغضب اليمني الكبير . 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية