خرجت إلى العلن مؤخرا الدعوات لتدخل عسكري تركي في اليمن وإنهاء تواجد التحالف العربي في تصعيد لافت لخطاب التحالف التركي الإيراني تجاه الملف اليمني واستخدام أدوات يمنية للترويج لهذا التدخل المرفوض شعبيا ووطنيا .
 
التسويق للنفوذ التركي في المنطقة ليس جديدا غير أنه لم يصل إلى الوقاحة التي نسمعها اليوم باستجلاب قوات تركية بديلة عن المساندة العربية من قبل التحالف العربي جيران اليمن الأشقاء، وهذا التمادي في الطرح والمطالبة الهدف منه كسر حاجز الرفض في المزاج الشعبي اليمني لأي حضور عسكري تركي أو إيراني .
 
حضور التحالف العربي في اليمن هو جزء من معركة الأمن القومي العربي ضد التدخلات الإقليمية لملالي طهران ومن غير الممكن القبول بحضور تركي في اليمن يشكل تهديدا للأمن القومي العربي والخليجي والتواجد قرب المصالح الدولية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر بعد أن بدأت تركيا بالتواجد في الصومال .
 
قدم اليمنيون آلاف الشهداء والجرحى والتضحيات الجسيمة طيلة 6 سنوات من الانقلاب الحوثي لكي لا تتحول اليمن إلى رأس حربة لطهران لاستهداف الخليج والأمن القومي العربي ومصالح العالم التجارية العابرة في الممرات الملاحية الدولية، ولذلك يعتبر الحديث عن تدخل تركي عسكري في اليمن جريمة مماثلة للتدخل الإيراني الذي يدفع اليمنيين أرواحهم لإفشال مخططاته.
 
وليس واردا أن يقبل الشعب اليمني بل غالبيته العظمى لقوى سياسية ومليشيات الحوثي باستثمار موقع اليمن الجغرافي الإستراتيجي للإضرار بمصالح دول عربية وقفت ولا زالت تساند اليمنيين في حربهم ضد التدخل الإيراني السافر في الشأن الداخلي اليمني مهما كانت المغريات والمصالح التي تربط بعض القوى بتركيا وطهران .
 
يعلم الجميع أن المحور التركي الإيراني مهما تباينت توجهاتهما من ملفات المنطقة إلا أنهما يتفقان في رؤيتهما للمنطقة وسعيهما إلى توسيع نفوذهما ومحاصرة دول الخليج ومصر من خلال التدخل السافر في قضايا الدول العربية، وليس بعيدا ما يحصل في ليبيا من مطامع وتدخل تركي يتجاوز نصرة التحالف الحاكم إلى التواجد على حدود القطر المصري الشقيق.
 
تعامل اليمنيون تاريخيا مع العثمانيين والفرس كمحتلين وقاوم الشعب كل محاولات التتريك وإحلال الهوية العثمانية بدلا عن هوية اليمن العربية الأصيلة وكذلك كانت مقاومة المحتل الفارسي كمحتل وغاصب لا تعامل معه إلا بحد السيف.
 
وإذا كان التاريخ لم ينسَ بعد كيف كانت اليمن مقبرة جنود الأناضول فإن الحاضر لن يقبل بتحويل مقابر الغزاة إلى حدائق لاستجمام المقامرين والمغامرين لضرب العروبة من معقلها الأصلي في اليمن خدمة للمقام العالي في تركيا .
 
وهنا يجب أن نذكر بما أكد عليه قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح في 2018 م حين قال إن اليمنيين يخوضون معركة استعادة دولتهم وعاصمتها صنعاء ولا غير صنعاء، وأن اليمن دولة عربية وستبقى عربية، ولن تدين أبداً بالولاء لا لفارس ولا للباب العالي في إسطنبول.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية