مرة ثانية، يعود زعيم ميليشيات الكهنوت "عبد الملك الحوثي" للقيام بمهمة استنهاض معنويات ميليشياته التي تلفظ أنفاسها الأخيرة عند الساحل الغربي للبلاد، بعد فشل شروط حددها قبل أسابيع في احتواء زحف القوات المشتركة عندما كانت دفاعات ميليشياته تتهاوى في الدريهمي وزبيد والجاح أمام القوات المسنودة بريًا بالقوات المسلحة الإماراتية، وجويًا بمقاتلات التحالف العربي.

 

فبينما كانت المواقع تتساقط بيد القوات المشتركة في الدريهمي وزبيد وبيت الفقيه، خرج زعيم الكهنوت بكلمة هدفها استعادة معنويات ميليشياته المنهارة، تحدث فيها أن ما أسماها الخروقات الميدانية قابلة للاحتواء عند الساحل الغربي موجهًا بالانتشار الواسع، والتماسك والثبات، إضافة إلى تكثيف النشاط التعبوي للحفاظ على المعنويات، والتحرك الميداني، وتحرك الجميع إلى جبهات القتال في الساحل الغربي.

 

مع ذلك، لم تقوَ ميليشياته على احتواء تقدم القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي بهذه الشروط، انهارت مجددًا ووصلت الأولى إلى مطار الحديدة وبدأت التقدم صوب ميناء المدينة الاستراتيجي، فقرر الأخير القيام بالمهمة مجددًا واضعا شروطا جديدة لاحتواء قوات المقاومة الوطنية بدأت بالاهتمام والاستمرار في عملية التجنيد وعدم الشعور باليأس والاستسلام وتكثيف الجهود في الجانب الإعلامي والتعبوي، وانتهت بتفعيل المسارين الخيري والاقتصادي.

 

الظهور الجديد كان عقب سقوط مطار الحديدة ومناطق محيطة به بيد القوات المشتركة، أراد الحوثي من خلاله استنهاض معنويات ميليشياته والموالين له الذين يرفضون الذهاب للقتال في جبهة الساحل الغربي، عبر التقليل من التقدمات العسكرية في الحديدة وإرهابهم بممارسات لا وجود لها إلا في عقله وعقول مشرفيه فقط عن التحالف والشرعية فضلًا عن إرهابهم بأن استعادة الحديدة ستلحق الضرر بكل المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشياته.

 

ولجأ الحوثي إلى استخدام سلاح الترهيب للموالين له بعد رفضهم التوجه خلال الأيام الماضية إلى جبهات الساحل الغربي، ولعل رفض سكان صنعاء القديمة التي كانت أكبر المخازن البشرية للمليشيات التحشيد والتوجه إلى جبهات القتال والاعتداء على مشرف المليشيا، خير دليل على ذلك، ضف إليه، قيام عناصر ميليشياوية بإطلاق النار على أنفسهم في أماكن غير قاتلة كي لا يتم إرسالهم إلى جبهات القتال، وتم نقلهم قبل عدة أيام إلى مستشفى الشيخ خليفة في صنعاء لتلقى العلاج.

 

وإلى جانب سلاح الترهيب، واصل زعيم مليشيا الكهنوت المدعومة من إيران، تسويق الوهم والتضليل لميليشياته أن النسبة الكبيرة والمساحة الأساسية من تهامة لا تزال بيده وعليهم عدم الشعور باليأس والاستسلام في حال حدوث خرق ميداني.

 

وبذلك، يعترف زعيم المليشيا قبل الجميع أن شروطه الجديدة لن تقوى على الصمود أمام قوات المقاومة الوطنية، وأن الأخيرين سيواصلون زحفهم حتى استكمال تحرير مدينة الحديدة ومن ثم الانطلاق نحو تحرير بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية.

 

وأكد ذلك، تهاوي دفاعات المليشيات في الأحياء الجنوبية لمطار الحديدة عندما كان زعيم المليشيا يلقي كلمته، فبينما كان الحوثي يخاطب ميليشياته كانت الأخيرة تنهار عسكريًا ومعنويًا جنوبي الحديدة، وتسيطر القوات المشتركة على مواقع جديدة.

 

وتمكنت القوات المشتركة خلال الساعات الماضية من السيطرة على مناطق في الأحياء الجنوبية لمدينة الحديدة، حسبما أفاد مصدر عسكري. وتحدث المصدر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المليشيا خلال المعارك وبغارات جوية لمقاتلات التحالف استهدفت تجمعاتهم وتعزيزاتهم.

 

والواضح بعدما سبق، أن الزعيم الكهنوتي مدرك كامل الإدراك أن ميليشياته تلفظ أنفاسها الأخيرة في مدينة الحديدة، وأنها تعاني من رفض التحشيد والتجنيد، ما دفعه إلى الظهور مجددًا لإقناع الموالين له بالتوجه إلى الجبهات عبر رسالة التطمينات والترهيب والتضليل والتقليل من شأن هزائم ميليشياته في مدينة الحديدة.

 

وفي سياق التضليل، ظهر عضو المكتب السياسي للمليشيا الكهنوتية "محمد البخيتي" بفيديو عبر قناة "العالم" المملوكة لحزب الله الإرهابي يزعم فيه أنه في مطار الحديدة، غير أن حديثه في الفيديو أظهر حجم التضليل والكذب الذي تمارسه القيادة المليشياوية.

ففي الفيديو، قال البخيتي أنه في مطار الحديدة اليوم الخميس وأمس الأربعاء، بينما الصحيح اليوم الأربعاء وأمس يوم الثلاثاء وليس كما تحدث البخيتي، ما يؤكد ممارسة الكذب والتضليل على العناصر المليشياوية بادعاء أن المطار خاضع لسيطرة المليشيا لرفع منسوب المعنويات لدى الموالين للحوثي، فيما الحقيقة هي أن الفيديو مسجل من يوم الخميس من الأسبوع الماضي، وليس من اليوم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية