شراكة غير معلنة بين الحوثيبن ومنظمات الإغاثة الاممية لدعم مقاتلي المليشيا
تجلت الشراكة السرية بين منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمليشيا الحوثية مؤخرا، مع ظهور معونات إنسانية في جبهات القتال يتم تقديمها ضمن الإمدادات الغذائية لمقاتلي المليشيا عبر مؤسسات حوثية شريكة مع المنظمات الأممية كالغذاء العالمي.
ومن تجليات هذه الشراكة سماح برنامج الغذاء العالمي عقد التعاون بين شركات الهادي الحوثية وبرنامج الغذاء العالمي الذي أتاح لهذه الشركات مسؤولية استقبال وتخزين وتغليف كميات الحبوب في مدينة الحديدة، ونقلها إلى صنعاء، والتلاعب في توزيع هذه المعونات حسب المزاج الحوثي.
والهادي هو تاجر حوثي من صعدة منحه الغذاء العالمي مسؤولية إدارة الجوانب اللوجستية، مثل التخزين ونقل المعونات الإنسانية من الحديدة الى صنعاء، وقد عرقل برنامج الغذاء العالمي حصول الشركات المنافسة على بعض المناقصات اللوجستية التي سلمها بالكامل لشركات الهادي.
في الحديدة ايضا أفرغ برنامج الغذاء العالمي الساحة للمنظمات التابعة للمليشيا الحوثية والتي باتت تسيطر كليا على كتلة الأمن الغذائي، حيث حارب الحوثيون كل المنظمات الإنسانية في الحديدة وطردوها من المدينة وافرغوا المجال لمنظماتهم لتتولى المهمة الحصرية في تنفيذ مشاريع المنظمات الدولية.
ومنذ أن سيطرت المليشيا الحوثية على مدينة الحديدة أنشأت العديد من المبادرات والمؤسسات والمنظمات أبرزها (بنان، بنيان، كثبان، أسس، جمعية الوفاء، جيل البناء، جيل الإبداع، وسام الحياة، البلد، الصمود)، التي باتت تتحكم بالعمل الاغاني والإنساني بدعم من القيادي الحوثي جابر الرازحي، الذي استقدمته المليشيا الحوثية من صعدة وكلفته برئاسة ما يسمى بفرع الوحدة التنفيذية التابعة للمليشيا في الحديدة.
وعندما لا تكون الشراكة ممكنة بين المنظمات الأممية والمليشيا تلجأ الأخيرة الى إجبار الأمم المتحدة على العمل مع المنظمات غير الحكومية التابعة لها، خاصة منظمة بنيان، أبرز المنظمات الحوثية التي كان فيها شقيق زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي المدعو إبراهيم الحوثي عضوا في مجلس الإدارة مقتله في الصيف الماضي.
وبالحديث عن شركات الهادي فقد عمدت الى الاستئثار بكميات كبيرة من حبوب القمح المخصص للإغاثة وتعبئته أكياسا تحمل اسم (المحسن)، و (البلدة الطيبة)، "على أنه من محصول محافظة الجوف ومن إنتاج ما تسمى بالمؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، وتباع هذه الكميات في الأسواق اليمنية ليكون مردودها مشتركا بين التاجر أحمد الهادي وبين الموظفين الدوليين".
وغطى برنامج الغذاء العالمي على عمليات إدخال شحنات نفطية الى ميناء الحديدة مقدما ايضاحات على أنها مساعدات إنسانية تابعة له، وهي في الحقيقة شحنات نفطية تستخدمها المليشيا في تمويل عملياتها العدوانية، إحدى هذه الشحنات برر البرنامج العالمي عندما اتضح أمرها أنها مخصصة لتشغيل مطاحن البحر الأحمر على الرغم من أنها لم تصل إلى المطاحن البتة.
