من وسط معركة تحرير الحديدة
القوات المشتركة تقدمت باتجاه الخط الساحلي بصورة ملحوظة واقتربت من المطار ساعدها في ذلك خلو المناطق من السكان وتخطط علما يبدو الوصول لكيلو 16 الرابط بين خطي صنعا - تعز - الحديدة لمحاصرة قوات المليشيا المتمركزة بالمناطق الآهلة بالسكان وإجبارها علي الاستسلام او الهروب، وهذا يدل علي أن القوات المشتركة كجيوش نظامية تحكمها عقيدة قتالية حريصة على عدم سقوط المدنيين، بينما مليشيا الحوثي تتمركز وسط المديريات الأهلة بالسكان لاستخدامهم كدروع بشرية لإعاقة تقدم القوات المشتركة .
تعاني مديرية الدريهمي غرب الحديدة من حصار شديد نتيجة إغلاق وتلغيم المليشيا مداخل المديرية لاستخدام سكانها وقودا للمعركة والمتاجرة بدمائهم، حيث تتعمد إطلاق الصواريخ من وسط الأحياء السكنية داخل مركز المديرية، وتتخذ المساجد مقراً لقواتها وتنشر أفرادها على سطوح منازل المواطنين، زد على ذلك تمارس أساليب ترهيب على وجهاء الأحياء لحشد أطفال الأسر الفقيرة للتضحية بهم في مقدمة الجبهة لحماية كتائبها المدربة.
المديرية حالياً تعاني من انقطاع الغذاء والدواء والماء وتوقعات بنفاد كمية الدقيق من الأفران خلال يومين، بعد نزوح مئات الأسر من الطائف والشجيرة والنخيلية وبني مراد والجحر والحامدية ودير عبدالله والفازة ودخنان ، وهذا بلاغ للمنظمات الإنسانية بالداخل والخارج وللمبعوث الأممي المتواجد حاليا بصنعاء بسرعة التحرك لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ من كارثة حقيقية تواجههم تخطط المليشيا لارتكابها بمديرية الدريهمي لتوظيفها إعلاميا لإثارة الراي العام وتعويض خسائرها ورفع معنويات أفرادها المنهارة وسط المعركة .
مليشيا الحوثي تخسر عسكريا في معركة الحديدة نظرا للتفوق العسكري للقوات المشتركة، المتغير الوحيد في الحرب وتراهن عليه مليشيا الحوثي هو الجانب الإنساني والمدني من خلال تهويل إعلامها بالمعركة لذلك ويساعدها على ذلك بعض الناشطين الإعلاميين بوعي وبدون وعي، لاستغلاله من قبل بعض المنظمات الدولية الانتهازية التي تتجاهل ما تمارسه عصابة الحوثي بحق المدنيين في تهامة، وتسعى لابتزاز دول الخليج عند سقوط ضحايا مدنيين.
هذا المتغير الوحيد يشكل نقطة قوة للمليشيا ونقطة ضعف للقوات المشتركة ويتوجب تفاديه بتأسيس مركز إعلامي لإدارة الحرب النفسية بصورة ممنهجة ومدروسة، ليكون ناطقا رسميا لها وعاملا رئيسا لحسم المعركة سريعا، خاصة وهناك احتقان جماهيري منقطع النظير داخل تهامة من مليشيا الحوثي وعدم ثقة المليشيا بالأرض التي تستحوذ عليها وخطة جهنمية لتنفيذ استراتيجية الأرض المحروقة فيها، توظيف ذلك إعلاميا كفيل بكسر عظم المليشيا.
السلاح بدون إعلام موجه مهما كان متفوقا لا يصنع نصرا، هكذا تحكي لنا الحروب الحديثة، وما حدث بحرب العراق ليس عنا ببعيد، كان إعلاما فضائيا وقتها، اليوم تجمع الإعلام الفضائي مع الاجتماعي والشبكي ويحتم على القوات المشتركة إعادة النظر وسريعا إذا هناك جدية لتحرير الحديدة بالطبع.