الحكومة المعترف بها دوليا تدفع الرواتب بناء على معيار الجهة، ومع ذلك ليس لكل الموظفين في المحافظات المحررة، وبعض الوزراء والمحافظين يوقفون رواتب هذه الجهة أو تلك، وهذه المجموعة أو تلك بناء على المزاج الشخصي.
 
والحوثيون في الجهة الأخرى قد أوقفوا صرف المرتبات منذ أربعة أعوام تقريبا، وكانوا يصرفون نصف راتب في كل فصل من فصول السنة، أو في العيدين الكبير والصغير، وفي السنة الأخيرة أقلعوا عن هذه العادة، وتركوا الموظفين دون مرتبات، وعموم الناس دون أعمال يتكسبون منها لأنفسهم وعائلاتهم.
 
في إعلام الجماعة الحوثية، يقولون للناس حذار من كورونا.. السلام تحية اعرض نفسك على الطبيب إذا شعرت بأعراض كورونا.. السلام تحية وتوجه إلى المركز الفلاني إن شعرت بحمى أو سعال لكي تتأكد أن هذه الأعراض ليست أعراض إصابة بكورونا.. السلام تحية اغسل يديك بالصابون.. السلام تحية وعقم بيتك، ووو.
 
 طيب يا جماعة أين المرتب، من أين يأتي المحموم بأجرة الطبيب، من أين له بحق المواصلات، وحق الفحص، وحق الديتول والمعقمات والصابون؟
 إنهم يصرفون للناس كلاما، يزودوهم بإرشادات غير قابلة للتنفيذ.. يقولون السلام تحية، ويحاربون الناس في أرزاقهم، ويعدمون ما بين أيديهم، ويصادرون حقوقهم الاقتصادية، بعد أن صادروا حرياتهم الشخصية وحقوقهم السياسية.
 
تصوروا، لو جاء كورونا، وتفشى، والناس هذا هو حالهم.. فقر، ومرتبات موقوفة، ودون فرص عمل، وهؤلاء يضخون لهم إرشادات ونصائح وأوامر.. إنهم يتحملون مسئولية كل إصابة، وكل وفاة قد تحدثان.. هم وحدهم يتحملون ذلك، وليس أميركا، أو غيرها.
 
الحكومة الشرعية قادرة على دفع الرواتب، الجماعة الحوثية قادرة على دفع الرواتب، فلديهم موارد مالية هائلة، فلماذا لا يفعلون؟
الحوثيون يتوسلون بالأكاذيب، ويخدعون الناس، يقولون كان بودنا تخفيف المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني، لكن الأمر ليس في أيدينا، بينما في أيديهم جمارك وضرائب، وتجارة المشتقات النفطية، وعائدات شركات الاتصالات، التي تزيد عن عائدات النفط.
 
والشرعية، تتوسل بالجهوية والمناطقية، تتعامل مع الموظفين والناس في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وكأنهم أجانب، أو أنها ليست مسئولة عنهم، على الرغم من أنها في نظر العالم المعترف بشرعيتها مسئولة عن كل يمني في أي منطقة وجد.
 
فايروس كورونا على الأبواب، وأنتم تتصرفون بهذه العقلية، لا حياكم ولا بياكم ولا سلمكم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية