لقد ذكرني ما أحدثه فيروس كورونا من اهتمام على مستوى العالم بما يجب علينا في اليمن أن نقوم به تجاه فيروس الكذب فالحوثيون يكذبون  وكل القوى السياسية ووسائلها الإعلامية والمرتبطون بها حتى المساجد اصبحت منابر للكذب فكيف يمكن مواجهة هذا الفيروس وعلاجه؟
 
الكذب هو أن يقول شخص ما شيئا ما وهو يعلم أنه ليس صحيحا أو يقول بعض الحقيقية يشكل يطمس بعضها أو يقول شيئا وهو ليس متأكدا منها وكأنه متأكد منه أو لا يقول ما يعرف عندما يطلب منه أو يسكت عن قول الحق عندما يكون ذلك لإنصاف الآخرين فهل ينكر أن كل القوى السياسية في اليمن لا تمارسه؟!
 
فمن ينكر ذلك فقد وقع في الكذب ومما يشير إلى خطورة فيروس الكذب في اليمن هو حجم انتشاره من ناحية وتسامح اليمنيين معه، بل وتبريره بل واعتباره وسيلة مشروعة لمواجهة الكذب.. لقد ترتب على ذلك فقدان اليمنيين للثقة بينهم فلا أحد يثق بأحد مما يشيع الخوف بينهم ويجعلهم يعيشون برهاب الفيروس.
 
إذا ما بحثنا عن الأسباب التي تقف وراء ظهور وانتشار فيروس الكذب بين اليمنين فإننا سنجد وبوضوح كامل يكمن في كون نظام التعليم سواء التقليدي أو الحديث يزرع هذا الفيروس في عقولنا منذ الصغر، ويتمثل ذلك في تصوير الخرافات وكأنها حقائق وبما أنها ليست كذلك فيتم تبريرها من خلال الكذب.
 
ويتم تبرير ذلك من أجل الحفاظ على متطلبات الدين أو العادات والتقاليد ظاهريًا، ولكن في الحقيقة من أجل المصالح، فالدين الحق لا يحتاج إلى الحفاظ عليه من خلال الكذب لأنه ما جاء إلا من أجل محاربة الكذب إذًا إن عملية إصلاح التعليم من خلال تنقيته من الخرافات تعد من وجهة نظري أول وسيلة لمكافحته.
 
على الحوثيين أن يوقفوا الصرخة فورا لأنه يترتب على ترديدها تطاير رذاذ الفم على نطاق واسع وخصوصًا أنهم يتعمدون تكرارها في التجمعات العامة مثل المساجد والمدارس والحشودات والاجتماعات؛ لقد أصحبت خطرا عليهم وعلى غيرهم، ولذلك يجب إجبارهم على ذلك ولو تطلب الأمر استصدار أمر قضائي.
 
من الأفضل للمؤمن أن يدعو الله أن يهديه، والله لا يرد أبدا هذه الدعوة من أي إنسان على وجه الأرض، ولكن البعض يقصد بالهداية أن يحقق له ما يريد حتى ولم يكن ذلك في صالحه أو فيه ضرر لآخرين فلا يستجب الله له ذلك، والصرخة مثال على ذلك فلن يهدي الله الحوثيين حتى يتوقفوا عنها.

 

* من صفحة الكاتب 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية