شكلت الألغام البحرية الحوثية خطراً حقيقياً على السلامة وحركة النقل البحري الدولي والتجاري، وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، إذ نشرتها الميليشيا الحوثية بشكل عشوائي في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
 
وقال خبراء عسكريون إن الملاحة البحرية والتجارة الدولية في البحر الأحمر لن تكون آمنة طالما أن الحوثيين المدعومين من إيران يسيطرون على مدينة الحديدة الساحلية.
 
في 7 فبراير 2020 قتل ثلاثة صيادين مصريين جراء انفجار لغم في جنوب البحر الأحمر، وتم إنقاذ ثلاثة آخرين كانوا على متن قارب الصيد من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. 
 
ومنذ يناير 2017، اكتشفت قوات التحالف بقيادة السعودية ألغاما بحرية تم زرعها ونشرها من قبل ميليشيا الحوثي بالقرب من ساحل اليمن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
 
وكانت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة قد قامت بالفعل بتطهير وتفكيك العديد من المناجم البحرية التي زرعتها ميليشيا الحوثيين قبالة الساحل الغربي، خاصة بالقرب من المخا والحديدة وميدي.
 
وقد تم اكتشاف وتدمير ما مجموعه 137 لغماً تم زرعها ونشرها بشكل عشوائي من قبل الميليشيا في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفقاً لتصريحات العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف.
 
 الألغام البحرية التي زرعتها الميليشيا في البحر الأحمر، من النوع العائم مع صواعق الاتصال، تتطابق مكوناتها الموثقة من طرف مؤسسة "أبحاث التسليح أثناء الصراعات لعام 2018" مع تكنولوجيا الألغام الإيرانية.
 
وزرعت الميليشيا الحوثية، وكيل إيران في اليمن، الألغام البحرية ونشرتها بشكل عشوائي في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وشكلت تهديداً كبيراً للشحن البحري باستخدام ممرات الشحن المزدحمة في هذا البحر.
    
يعتقد المحللون أنه يجب على المجتمع الدولي الاستجابة لتهديد الحوثي تماماً كما فعل تجاه القرصنة الصومالية يجب أن يكون تهديد الحوثي البحري مصدر قلق عالمي.
 
وكان مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكي قد أصدر تحذيراً في وقت سابق إلى السفن التجارية من أخطار محدقة حقيقية قبالة سواحل اليمن تعود إلى ألغام بحرية ألقى بها الحوثيون في المياه.
  
الألغام العائمة ليست سوى واحدة من عدة تهديدات حوثية جديدة للشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية على السفن البحرية، والقذائف الانسيابية المضادة للسفن والأجهزة المحمولة بالعبوات المحمولة بالمتفجرات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
 
وفقًا للبيانات التي جمعتها إدارة معلومات الطاقة ونشرتها بلومبرج، مر ما يقرب من 4.8 مليون برميل من النفط عبر مضيق باب المندب في عام 2016. وكان أكثر من نصف ذلك مرتبطاً شمالاً باتجاه أوروبا.
 
وتشكل الألغام البحرية التي تنشرها ميليشيا الحوثي في الخطوط البحرية والتجارية الدولية في جنوب البحر الأحمر، تهديدا على المنشآت الساحلية الحيوية وقوارب الصيد ورحلات الشواطئ والسفن التجارية وناقلات النفط العملاقة وتأثيرات البيئة والاقتصادات الإقليمية والدولية.
 
 ويعتبر خبراء عسكريون نشر الحوثيين للألغام البحرية تحدياً مباشراً للمجتمع الدولي، وتهديداً فاضحاً لطرق الشحن في البحر الأحمر، ودليلاً إضافياً على تورط إيران في تقديم الدعم العسكري والتقني للميليشيا وكذلك تهريب الأسلحة للأخيرة.
 
ويشدد السياسيون والمراقبون والخبراء العسكريون على أن الطريقة الوحيدة لوقف انتهاكات الحوثيين ووضع حد لتهديداتهم تتمثل في الحسم العسكري وتحرير مدينة الحديدة وموانئها باعتباره الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع هذه الميليشيا الإرهابية، والمزعزعة للأمن والسلم العالميين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية