"خرجنا من البيت أنا وثلاثة إخواني واثنين عيال عمي، ولما وصلنا على بعد ٥٠ متر انفجر اللغم"، خلاصة قصة مأساوية يرويها لغم حوثي، ويتذكرها الطفل يوسف لدى خروجه ومن ذكرهم على متن دراجة نارية من المنزل.
 
في طريقنا إلى بلدة الزهاري، التي شهدت هذه الحادثة الأليمة، والواقعة عند الضواحي الريفية الشمالية لمدينة المخا في الساحل الغربي وجدنا الناس يتحركون في حدود حذرة، ويصنعون لأنفسهم طرقًا يسيرون فيها مشيًا أو على الدراجات النارية، فمخاوفهم لا تزال قائمة من مخلفات الحرب الحوثية والألغام التي نشرتها المليشيا على نحو مهول في بلدتهم.
 
قبل عام لم يكن سكان الزهاري يهتمون لألغام المليشيا وكانت الأقدار تسير لصالحهم حتى فُجع الناس بحادثة طالت 6 أطفال أغلبهم من بيت واحد، كانوا يستقلون دراجة نارية فانفجر بهم لغم حوثي في طريق ترابي، قاتلًا منهم أربعة ومُوقِعًا مصابين اثنين أحدهما صار معاقا بشكل دائم.
 
ثلاثة أطفال من أسرة واحدة قضوا في واحدة من جرائم الكهنوت، واستشهد إلى جانبهم ابن عمهم، وأصيب أخوهم يوسف محور قصتنا، وابن عمه الآخر بشظية شطرت جنبه الأيمن فتعافى منها بعد حين، أما يوسف فيعيش اليوم بنصف جسدٍ بعد أن بترت ساقاه في الانفجار الذي خسر فيه ثلاثة من إخوته يحتسبهم شهداء عند ربهم.
 
يقول يوسف الذي التقاه فريق من "2ديسمبر" إنه حزين لما حل به فقد "خسرت مستقبلي وساقي وثلاثة أخوتي وابن عمي،، خسرت حياتي رغم أني على قيد الحياة"، يتحدث جانبا إلى مصور الوكالة وعيناه مملوءتان بالدمع.
 
تطاير الجميع شظايا في المكان وخرج يوسف وابن عمه الآخر ناجيين من الجريمة، حتى الدراجة النارية تناثرت رغم صلابة حديدها نتيجة انفجار اللغم الذي خلف حفرة كبيرة في المكان.
 
وعن حال يوسف يتحدث أحد أقاربه لوكالتنا " يوميا يخرج إلى جوار الخيمة يشاهد المكان الذي وقعت فيه الجريمة فيعود متحسرا على حاله وإخوته الذين فقدهم في الجريمة، فلا نراه إلا وهو يبكي منزوياً في خيمته عن أعين الناس".
 
 
لا حاجة ليوسف اليوم إلا لكرسي كهربائي متحرك يساعده في التنقل نظراً لصعوبة تحركه في كرسيه اليدوي في الرمل والذي يحتاج منه إلى جهدٍ كبير وهو لا يقوى على ذلك فيلزمه في غالب الأحيان مساعدة أقرانه وإن لم يكونوا بجانبه يظل حبيس المكان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية