عام من دموع الأم.. عبوة ناسفة للمليشيا قضت على العائل الوحيد لأسرة "يحيى شنيني"
مات والده فكان محمد أمل الأسرة في قيادة معركتها مع الفقر وشظف الحياة.
كبر محمد، وبرفقة دراجته النارية، أنعش السكينة في نفس أمه وإخوته الصغار، باستعادة لقمة عيش ضئيلة، لكنها تكفي لسد الرمق وستر الحال.
الأمر لم يطل، والأمل انهار فجأة، عندما قررت عبوة ناسفة حوثية أن تخطف، فجأة أيضا، حياة محمد من طمأنينة والدته، وابتسامات إخوته.
عندما بلغ محمد يحيى شنيني سن الشباب، احتفت أمه وإخوته الصغار به، فسيكون منذ تلك اللحظة العائل الوحيد للأسرة التهامية التي ظلت تقارع ويلات الزمن منذ أن توفي الأب بمرض عضال ألم به فأماته.
أخذ محمد على عاتقه تحمل أعباء الأسرة، واشتغل على دراجة نارية ووفر لأسرته متطلبات العيش، وكانت تلك الأيام التي يعود فيها إلى المنزل وقد جلب معه بعض الاحتياجات يوم فرح لأمه التي جار عليها الزمن ومضى بها العمر، فكان هو خير من يبرها برعايتها مع إخوانه الصغار.
لم تتح مليشيا الكهنوت الإرهابية فرصة لمحمد كي يكمل مشواره في رعاية الأسرة، أبى الكهنوت إلا أن تبقى أسرة شنيني بلا عائل وأن تعود إلى ماضي المعاناة، فخطط لقتل العائل محمد، وفعل ذات يوم في الساحل الغربي.
في أحد الأيام وجد محمد أن أسرته تحتاج بعض اللوازم والمواد الغذائية، فانطلق مسرعا من قريته في المجيليس إلى السوق، جمع كل الاحتياجات وركب دراجته النارية وانطلق في طريق العودة حيث كانت خاتمة حياته شهيدا.
عبوة ناسفة زرعتها المليشيا في طريق رملي مرت فيه دراجة محمد، وحينما اقتربت الدراجة من العبوة فجرها الحوثيون عن بعد حتى تطاير محمد أشلاء في الهواء وتناثر كل ما كان جلبه من طعام لأسرته، أما الأم فاطمة شنيني، فقد سقطت على الأرض مغشيا عليها وظلت على تلك الحالة لأيام وعندما صحت لم يفارقها البكاء إلى اليوم..
كانت الحادثة قبل عام، ومنذ ذلك اليوم قررت الأم أن تجد مكانا آمنا لأبنائها، عسى أن يخفف البعد عن ذكريات ابنها الشهيد قليلا من أوجاعها، فانتقلت إلى منطقة المتينة في الجنوب الغربي من التحيتا، وهنالك ما زالت المليشيا تطاردها إلى اليوم بالصواريخ والقذائف، كأنها تريد أن تلحق بمحمد الأسرة بكاملها، الأم وأولادها الخمسة المتبقين.