خطاب "رئيس الحكومة" لم يلب طموحاتهم.. المتظاهرون في العراق يرفعون سقف مطالبهم
كشفت مصادر حقوقية عراقية اليوم الجمعة عن ارتفاع عدد قتلى المظاهرات التي تجتاح العاصمة بغداد وعددا من المحافظات الجنوبية لليوم الرابع على التوالي إلى أكثر من 50، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مصاب .
ورفع المتظاهرون اليوم سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وذلك بعد ساعات قليلة من أول خطاب له منذ الأزمة، دعا فيه إلى التهدئة وتعهد بإجراء إصلاحات.
وطالب عبدالمهدي في ساعة مبكرة من صباح أمس بإعادة الحياة إلى طبيعتها في جميع محافظات العراق، وخاطب المتظاهرين في البلاد قائلا: إن صوتهم مسموع ومطالبهم مشروعة.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون العراقي الرسمي «.... علينا إصلاح المنظومة السياسية ونتحمل مسؤولية قيادة الدولة في هذه المرحلة الحساسة".
وخرج صباح اليوم مئات المتظاهرين شرق بغداد، على الرغم من حظر التجول المفروض في بغداد منذ ليلة الأربعاء. وأصيب اثنان من المحتجين بجروح خطيرة على أيدي قناصة الأمن الذين اتخذوا مواقع على أسطح المباني في منطقة قريبة من مقر وزارة الداخلية العراقية.
وشهدت ساحتا الخلاني والطيران اللتين زحف المتظاهرون باتجاههما، احتجاجات محدودة وسط انتشار مكثف من قبل عناصر المليشيات التابعة لإيران وقوات الأمن التي أطلقت النار على المتظاهرين، كما قطعت الحكومة شبكة الإنترنت في الجزء الأكبر من البلاد.
واقتحم محتجون غاضبون، الجمعة، مبنى مجلس محافظة الديوانية جنوبي العراق سقط على إثرها العشرات من المتظاهرين بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن وقناصة المليشيات التابعة لإيران.
ودعت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق الحكومة وقوات الأمن العراقية إلى حماية المتظاهرين ورفع حظر التجول الذي يؤثر على ملايين الأشخاص في العاصمة وغيرها.
ولا يزال حظر التجوال المعلن منذ يوم الخميس، ساريا في بغداد وعدد من محافظات الجنوب، لكن المتظاهرين تحدوا القرار ورفضوا الانصياع له.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم أن "القوات الأمنية تنتشر بكثافة وسط بغداد، منذ منتصف الليل، بجانب قوات الجيش العراقي في مدينة الصدر وتمنع أي متظاهر من الخروج والتجمع".
وأشاروا إلى أن هناك استعدادات واسعة للخروج بمظاهرات مليونية مسائية في كل أنحاء العراق.
وكانت مظاهرات واسعة قد اندلعت، الثلاثاء الماضي، في مختلف المحافظات والمدن العراقية، للمطالبة بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.