سفير واشنطن السابق لدى اليمن.. من دبلوماسي معزول إلى كاتب مأجور تلاحقه لعنات الفساد
لم يكن أكبر المتشائمين متوقعاً أن تصل حال السفير الأمريكي السابق لدى بلادنا جيرالد فرستاين إلى ما وصلت إليه مع هذا الكم الكبير من الفضائح التي لا تزال تلاحقه حتى اليوم؛ بدءاً بفضائح مالية ورشى وخيانة لبلده بتلقي أموال من دولة أجنبية (قطر) أثناء ممارسته عمله الدبلوماسي، وانتهاء بالقضاء على مستقبله السياسي بفضيحة عزله رسمياً من وزارة الخارجية الأمريكية؛ ليجد نفسه كاتباً مأجوراً في مركز بحثي تموله قطر يعتاش على ما تلقيه من فتات والتي تعيش هي الأخرى حالاً لا تختلف كثيراً عنه.
منذ تولي جيرالد فرستاين مهمة سفير للولايات المتحدة الأمريكية لدى بلادنا وحتى عزله من وزارة الخارجية الأمريكية موصية في قرار العزل بعدم تبوؤه أي دور مستقبلي أو منصب دبلوماسي نظراً لسجله الحافل بالفضائح التي تورط بها؛ كانت الفضائح المالية والفساد واشتراكه في انقلاب على نظام الحكم في بلد ذي سيادة؛ هي السمة الأبرز لمرحلته التي تزامنت مع "الربيع العربي" الذي كان عرابه في اليمن، ورجل قطر الأول براتب شهري كبير كان يتسلمه بانتظام مقابل تنفيذ أجندتها المشبوهة التي لم يكن آخرها إشرافه على جريمة مسجد الرئاسة التي استهدفت رئيس الجمهورية اليمنية ومن معه من رجال الدولة.
غادر السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فرستاين من اليمن غير مأسوف عليه بعد انتهاء فترة عمله المثيرة للجدل، ولكن فضائحه لم تكن تذهب بعيداً، حيث عادت مؤخراً إلى واجهة المشهد السياسي اليمني بشكل ملحوظ باعتباره أسوأ شخصية دبلوماسية أمريكية عملت في اليمن حسب ما وصفته تقارير دولية لمؤسسات دبلوماسية بناء على المعلومات والتقارير التي كشفت عن حجم فساد فرستاين المالي والأخلاقي والسياسي في اليمن خلال فترة عمله.
خلال اليومين الماضيين تفاعل الرأي العام اليمني مع الفضائح التي يتم كشفها عن فرستاين ابتداء بتورطه في جريمة استهداف كبار قيادات الدولة في اليمن العام 2011م في جريمة تفجير دار الرئاسة وعلاقته بتلك الجريمة؛ إضافة إلى إدارته المباشرة لأحداث ما يسمي بالربيع العربي في اليمن بالتعاون والتنسيق الكامل مع تنظيم الإخوان المسلمين وجماعة الحوثيين وحصوله على مبلغ خمسمائة ألف دولار شهرياً من قطر كان يتقاضاها عبر بنك قطر الوطني فرع صنعاء طوال تلك الفترة نظير خدماته.
مؤخراً نشرت تقارير صحفية دولية تتحدث عن تلاعب السفير الأمريكي فرستاين بالمساعدات المالية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية إلى اليمن لمحاربة الإرهاب بوصفه مشرفاً على برنامج مكافحة الإرهاب، وقدمت منظمات حقوقية في الولايات المتحدة وبريطانيا عن تورطه في عمليات نفذها الطيران الأمريكي بدون طيار ضد مدنيين يمنيين بينهم نساء وأطفال وعمليات غسيل أموال.
ومن تلك الفضائح التي شغلت الرأي العام الأمريكي تقرير سابق صادر عن مؤسسة (alternet)الأمريكية نشر على موقع المؤسسة ضمن مشروع غرايزون؛ وصف السفير الأمريكي السابق إلى إليمن جيرالد فرستاين بأنه كذاب ومحتال وهو الذي يشغل الآن منصب مدير شؤون الخليج والعلاقات الحكومية في معهد الشرق الأوسط حيث قال التقرير "يبدو أن فرستاين كذب على الكونغرس حول علاقته بالنظم الخليجية".
وفي استمارة الكشف المطلوبة، ادعى فرستاين أن "معهد الشرق الأوسط" لم يتلق أي عقد أو مدفوعات مقدمة من حكومة أجنبية تتعلق بموضوع جلسة الاستماع، فيما تؤكد المصادر أنه تلقى مبالغ مالية كبيرة من قطر.