قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه اتفق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم (الأحد)، على استئناف المحادثات النووية المتوقفة، وذلك خلال اجتماعهما في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.


واختتم ترمب وكيم محادثات استمرت لنحو ساعة في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين. وبعد اللقاء، عاد كيم إلى كوريا الشمالية حيث رافقه الرئيس الأميركي ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن قبل أن يفترقوا.
 


وأعلن ترمب بعد محادثاته مع كيم أن «الاجتماع كان جيدا للغاية وقويا للغاية... سنرى ما قد يحدث»، مؤكداً أنه دعا الزعيم الكوري الشمالي لزيارة واشنطن. وقال «بإمكانه القيام بذلك متى شاء. أعتقد أننا نريد المضي قدمًا باتجاه الخطوة التالية».
 


وأكد الرئيس الأميركي أن الجانبين اتفقا على تشكيل فرق لدفع المحادثات المتوقفة قدما، مشيرا إلى أنه لا يتعجل الوصول إلى اتفاق. وأضاف: «العقوبات على كوريا الشمالية ستظل قائمة في الوقت الحالي»، موضحا أنه سيتم الحديث عنها «في مرحلة ما من المحادثات».
 


وتهدف المحادثات إلى حمل كوريا الشمالية على التخلي عن أسلحتها النووية.
 


وكان الرئيس الأميركي قد دخل أراضي كوريا الشمالية سيراً على الأقدام في وقت سابق اليوم، في خطوات تاريخية إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون
 


وعبر ترمب الحدود الفاصلة بين الكوريتين في قرية بانمونجوم . ولم يدخل يوماً أي رئيس أميركي الأراضي الكورية الشمالية.
 


وبرفقة رجل بيونغ يانغ القوي، قام الرئيس الأميركي ببضع خطوات داخل الأراضي الكورية الشمالية، قبل أن يقف إلى جانب كيم للسماح للصحافيين بالتقاط الصور على الخط الفاصل.
 


واعتبر ترمب «أنه يوم عظيم بالنسبة للعالم» وقال إنه «فخور» لعبوره حدود المنطقة المنزوعة السلاح.  وأضاف إنه «شعور رائع» أن تكون أول رئيس للولايات المتحدة يطأ كوريا الشمالية بقدميه، مشيدا بـ«الصداقة العظيمة» مع كيم.
 


والتقى ترمب وكيم للمرة الأولى في سنغافورة في يونيو (حزيران) من العام الماضي واتفقا على تحسين العلاقات والعمل صوب إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
 


لكن لم يحدث تقدم يذكر منذ ذلك الحين. وانهارت قمة ثانية انعقدت في هانوي بفيتنام في فبراير (شباط) بعدما فشل الجانبان في تضييق الهوة بين مطلب أميركي لكوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية وطلب كوري شمالي للولايات المتحدة بإعفائها من العقوبات.
 


وبدا كيم مسترخيا وسعيدا وهو يتجاذب أطراف الحديث مع ترمب وسط حشد من المصورين الصحافيين والمساعدين والحراس الشخصيين.
 


وقال لترمب «لقد دُهشت عندما رأيت رسالتك بأنك تريد أن تقابلني». وكان يشير إلى عرض نشره الرئيس الأميركي على تويتر أمس (السبت) للقاء كيم.
 


وقال الزعيم الكوري الشمالي «هذا تعبير عن استعداده» للعمل صوب مستقبل جديد.
 


وقال كيم إن زيارة ترمب لبيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية ستكون شرفا عظيما.
 


وقال ترامب «عبور هذه الخط كان شرفا عظيما» وذلك في إشارة إلى عبوره الوجيز إلى الجانب الكوري الشمالي من المنطقة منزوعة السلاح، وتابع «لقد صنعنا معجزات» لترتيب الاجتماع في مثل هذا الوقت القصير.
 


وكان ترمب وصل إلى كوريا الجنوبية في وقت متأخر من مساء أمس (السبت) لإجراء محادثات مع مون بعد حضور قمة لمجموعة العشرين في أوساكا باليابان، والتي قدم خلالها عرضا مفاجئا بلقاء كيم، وهو ما قبله الأخير.
 


والتقى ترمب وكيم في المنطقة الأمنية المشتركة التي يقوم جنود من الشمال والجنوب بدوريات فيها. وانضم مون إليهما بعد تصافحهما.
 


وقال ترمب إن لديه «متسعا من الوقت» وليس في «عجلة من أمره» للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً «نريد أن ننجز الأمر بطريقة صحيحة».
 

 


وسعت كوريا الشمالية لامتلاك برامج نووية وصاروخية لسنوات في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي، وأصبح تخفيف التوترات مع كوريا الشمالية أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للرئيس الأميركي.
 


واُنشئت المنطقة منزوعة السلاح بعد انتهاء الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953 باتفاق لوقف إطلاق النار وليس باتفاق هدنة، وهو ما يعني أن كوريا الشمالية لا تزال رسميا في حالة حرب مع قوات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية