يصادف الرابع من نيسان/أبريل من كل عام، يوم التوعية بمخاطر الألغام، أو كما بات يعرف "اليوم العالمي للألغام" وهو يوم حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2005م، ليكون يوماً مخصصاً للتوعية بمخاطر الألغام؛ فكيف يمر هذا اليوم على اليمن؟.. هنا تختلف طقوس الاحتفال كلياً عما يجري في العالم.

 

كان المفترض أن تطلق اليوم حملات للتوعية بمخاطر الألغام، غير أن المليشيا الكهنوتية الإرهابية تتزعم هذا الاحتفاء بطريقتها الخاصة. نشر حقول ألغام جديدة، والترصد للمدنيين بالعبوات الناسفة، وتكيس الألغام في الطرق والممرات التي يقصدها السكان، وملئ اليمن بأكثر من مليون لغم حتى منتصف 2018م، غير آلاف الألغام التي زرعت منذ تلك الفترة حتى اليوم.

 

وبناء على إحصاءات حكومية فقد قتلت ألغام المليشيا أكثر من ألفي مدني عوضاً عن آلاف الجرحى الذين أصيبوا بها، أغلبهم تعرضت سيقانهم للبتر نتيجة إصاباتهم البالغة.، فلم تستثنِ ألغام المليشيا أياً من المناطق التي وطأتها أقدامها سواء في عدن أو في المحافظات الجنوبية المحيطة كلحج وأبين والضالع، وحتى محافظات تعز ومأرب والحديدة والبيضاء والجوف وصنعاء، وحجة، والمناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، كما أن المليشيا زرعت الألغام حتى في محافظة صعدة التي اتخذتها معقلاً لها في السنوات الماضية وإلى اليوم.

 

ودأبت المليشيا الإرهابية على استخدام الألغام بشكل واسع مستفيدة من الخبرات التي تحصلت عليها بفعل الدعم الإيراني والآخر المقدم من خبراء حزب الله اللبناني، وذاك ما ساهم في دعم المليشيا بتصنيع ألغام ذات أشكال منفردة تتسق مع الطبيعة وأخرى مموهة في أشكال وأحجام توصف بأنها "فخاخ للمدنيين". من ضمنها ألغام توضع بداخل عُلب البقوليات وأخرى تربط في دراجات الأطفال، وأيضاً عبوات بداخل أكياس مموهة وعلى هيئة أحجار الطبيعة.

 

لجوء المليشيا إلى استخدام الألغام كسلاح فتاك أكثر ما أصاب المدنيين، أحال اليمن إلى أكثر بلد ملغوم في العالم، إضافة إلى أن كمية الألغام المزروعة فيه تشكل الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فلا تخلو قرية ولا منطقة دخلتها المليشيا من خطر الألغام والعبوات الناسفة والأجسام المتفجرة.

 

وفي مارس الماضي فقط نزعت فرق مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام 6647، ما يرفع رقم الألغام المنزوعة عبر المشروع منذ يونيو الماضي حتى مارس إلى 52777 لغم وعبوة من المحافظات التي ينشط فيها المشروع، أكثرها محافظة الحديدة.

 

وفي غضون شهر واحد فقط فجرت المقاومة الوطنية حراس الجمهورية أربع دفعات من الألغام نزعت من القرى والأحياء السكنية والطرق، فيما لا تزال عشرات آلاف الألغام مزروعة في أحياء مدينة الحديدة وأريافها.

يشار إلى اتفاق ستوكهولم الذي يشترط على المليشيا الكهنوتية نزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، لكن العكس تمارسه المليشيا بزرعها حقول ألغام جديدة، إذ تشير الإحصاءات إلى مقتل 20 طفلاً وإصابة تسعة آخرين عوضاً عن 78 قتيلاً وجريحاً من المدنيين سقطوا منذ بدء سريان الهدنة في الـ 18من ديسمبر الماضي إلى منتصف مارس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية