الحديدة إلى أين بعد جلسة مجلس الأمن؟!
الشعب اليمني يشعر بخيبة أمل، ولا يراهن بعد اليوم على حل يأتي من مجلس الأمن، كما لم يعد يكترث بالجولات المكوكية لجريفيتس أو اجتماعات الجنرال لوليسغارد، لأن لكل شيء حدوداً.. وما زاد من فقدان الثقة لدى اليمنيين هو خروج الأمين العام للأمم المتحدة لتحديده قرابة 18 مليون دولار كميزانية للمراقبين لمدة ثلاثة أشهر، في مؤشر على عدم استيعابه لحقيقة ما يحدث في الحديدة..
صدمة فعلا تعرض لها الشارع اليمني، وانطونيو بعد 3 أشهر عاده حانب بالمراقبين.. العالم كله يضغط لوقف تفجر الوضع عسكريا داخل مدينة الحديدة، بعد أن أحرق الحوثي كل الأوراق.
هذه اللوحة السوداوية ليست من نسج الخيال، بل إنها (صورة محسنة) لمشهد قاتم جداً، خاصة وأن كل القوى في الساحة لم تعد تملك عود ثقاب لتضيئ الدرب أمام شعب يبحث عن فتحة للخروج من هذا الانسداد وإخماد نيران هذه الفتنة التي أهلكت الحرث والنسل.
من حق الشارع اليمني أن يراهن على حسم ملف الحديدة عسكريا، وأن يمارس ضغطا على الحكومة والتحالف والمقاومة المشتركة ويحملهم مسؤولية إنجاز هذه المهمة الوطنية لوقف نزيف الدماء بدلا من هذه الحوارات العقيمة.
وعلى الجميع أن يدركوا أن أبطال المقاومة المشتركة والجيش الوطني في الساحل الغربي قد نفد صبرهم، وقد تحملوا ما فيه الكفاية، وأنهم خرجوا من ديارهم للدفاع عن قضية وطنية مقدسة، وإذا لم يستطع مجلس الأمن إلزام الحوثي باحترام قرار وقف إطلاق النار، فكيف سيكون بمقدور المجلس إلزام الميليشيات بالانسحاب من الموانئ ومدينة الحديدة؟؟
إذا إلى أين تتجه الأوضاع بالحديدة، على ضوء نتائج اجتماع مجلس الامن؟ أستطيع القول إن مجلس الأمن نفسه يلف ويدور وينتظر من يخرجه من هذا المأزق، خاصة وقد اعترف جريفتس ولوليسغارد بأن الوضع بالحديدة هش، وعجزوا عن إخراج القمح من مطاحن البحر الأحمر إلى الآن.
الجنرال لوليسغارد في إحالته إلى مجلس الأمن والتي تضمنت 12 نقطة، شخص فيها بطريقته تدهور الوضع في الحديدة واحتمال تفجر المواجهات.. ومن باب بقاء الأوضاع كما هي حمل كلا الطرفين بوضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاق السويد.. ولتبرير الفشل طالب بضرورة وجود اتفاق سياسي لتمكين الجانب الفني من التنفيذ، وعد ذلك سببا وراء تأخير تنفيذ اتفاق المرحلة الأولى من إعادة الانتشار.
طبعا طرح كهذا واضح أنه يأتي ضمن تبادل لعب الأدوار، فقد سبق أن طالب بذلك عبد الملك الحوثي، وتبناه المبعوث الدولي وطرحه على الرئيس هادي الذي تمسك بانسحاب المليشيات من الحديدة قبل أي اتفاق جديد..
ومع ذلك لم يقدم لوليسغارد حلولا بديلة للخروج من هذا المازق ، لكنه تكلم بشكل عام عن اعتزامه عقد اجتماع مشترك مع الطرفين دون أن يحيط مجلس الأمن برؤية واضحة حول ذلك.
لا ندري كيف ننتظر منه نجاحا وهو يتحدث باستحالة تنفيذ اتفاق السويد، ويشترط ضرورة وجود اتفاق سياسي.. يالطيف، يبدو أن الجنرال لا يعرف عن اتفاق السويد، لذا فهو يطالب باتفاق سياسي.
أخيرا.. نتمنى أن لا تذهب تصريحات وزير الخارجية الأمريكية أدراج الرياح كما ذهبت تصريحات وزير خارجية بريطانيا..
ومع ذلك نود التأكيد أنه مهما تكالب المتكالبون، فإن في الحديدة أسود المقاومة المشتركة، وهم الأجدر لتنفيذ اتفاق السويد بالقوة ووقف كل هذه المهازل!!