مليشيا الحوثي بين خياري الاندحار من الحديدة أو الانتحار
من حق قادة المليشيا الحوثية تفسير اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة لقواعدهم وفق ما يشتهون، فالمعركة التي تخوضها مليشيا عبأت عناصرها بشعارات الموت لأمريكا والعداء للغرب.. وأكاذيب العدوان الخارجي على البلد، وادعاءات الدفاع عن السيادة الوطنية، وبخزعبلات الولاية والتأييد والنصر الالهي والمعركة الكونية؛ ليست أقل ضراوة من معارك الساحل الغربي التي تخوضها المليشيا منذ 7 أشهر فنخرت عظامها واستنزفت مخزونها البشري والقتالي.
ففي معركتها الأولى تحاول المليشيا إنقاذ مشروعها "الديني، والسياسي، الثقافي" بنفي التوقيع على اتفاق ينقلب على كل شعارات الحركة، وفي معركتها الثانية تحاول النفاذ بجلدها وإنقاذ ما بقي من ذراعها العسكري، وعدم المضي في الانتحار حتى آخر مقاتل.
وما دام ذلك من حقها فمن حقنا أيضا أن نوضح لقواعدنا أن الجماجم لم تسحق والدماء لم تبذل من المخا حتى دوار يمن موبايل.. لتخرج المليشيا دباباتها وسلاحها الثقيل من المدينة.. ويستبدل عناصرها لباسهم المدني بالميري العسكري أو زي أمن الطرق وشرطة المرور، فيما يبقى مشرفوها القادمون من كهوف صعدة على رأس السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية!!
ليس من خيار أمام المليشيا الحوثية إلا تنفيذ اتفاق ستوكهولم.. مضيها في تنفيذ ذلك الاتفاق هو "اندحار" من مدينة الحديدة.. وتراجعها عنه "انتحار" في الحديدة وباقي مناطق سيطرتها.
المضي يعني انسحاب الحوثيين من الموانئ الثلاثة وتسليمها للأجهزة الحكومية التابعة للحكومة الشرعية في مرحلة أولى، وإعادة نشر مقاتليها خارج المدينة في مرحلة ثانية، وإخراجهم من كامل محافظة الحديدة في مرحلة ثالثة وأخيرة.
والتراجع يعني نسف جهود التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة، ورفع الضغوط الدولية عن التحالف العربي والحكومة الشرعية للمضي في حسم المعركة بكل الوسائل المتاحة.. وإغلاق الباب هذه المرة وبشكل نهائي على المليشيا لتكون جزءاً من أي ترتيبات لمرحلة انتقالية.