منذ خمسة أشهر مضت فُقد أثر محمد عبد المغني الوصابي بعدما ذهب للقتال في صفوف مليشيات الحوثي بمدينة تعز على أمل أن يضفر ببعض الوعود التي حصل عليها من المليشيات السلالية ليترك أسرته التي كان يعولها تواجه مصيرا مؤلما.

 

فأسرته المكونة من زوجه وطفل وطفلة لا تعلم ما حل به هل قتل أم أسر أم هو جريح حرب، وكل ما يمكن أن تقوم به زوجته هو التسول لتوفير الأموال من أجل إشباع بطون أطفالها الجوعى بعدما غدرت بهم مليشيات الحوثي وتركتهم يصارعون بمفردهم من أجل البقاء على قيد الحياة.

 

لم تجد هذه الأسرة سوى دكان بسيط في منطقة صرف لتسكن فيه مع ما يفتقره إلى كل وسائل الحياة، فهو بلا إنارة تخفف وحشة الليل ولا يوجد به مكان للطهي ولا نوافذ للتهوية، ولا مكان للاغتسال فضلا عن أنه يشبه القبر من حيث طريقة تخطيطه.

 

تقول زوجته رافضة إعطاء اسمها خشية التعرض لعقاب مليشيات الحوثي " أفضل التواجد في هذا السوق لسؤال المارة فبعضهم يتصدق والبعض الاخر يرفض ذلك".

 

تضيف بحسرة: عندما سجل زوجي في قائمة كشوفات المقاتلين منحنا نصف كيس من القمح وعلبة زيت صغيرة وقليلا من الأرز وعندما ضمنت انضمامه إليها لم تعد تلتفت إلينا لأن هذا أمر لا يعنيها.

 

تلك هي المعونة الوحيدة التي تلقتها أسرة الوصابي منذ خمسة أشهر ورغم فقرها الشديد وحاجته إلى من يتدبر مصاريفها الشهرية.

 

فمليشيات الحوثي الكهنوتية بعدما أخذت عائلها تركتها تكابد ظروف الحياة لأنها تهتم فقط بجلب المقاتلين أما أسرهم فإنها تدفع بها إلى المهالك كما دفعت قبلها بعائلها إلى أتون المحارق.

 

وتعيش آلاف من الأسر أوضاعا مشابهة فبعدما يتم الدفع بالمغرر بهم إلى جبهات القتال ويواجهون مصيرا مؤلما سرعان ما تتنكر المليشيات الكهنوتية لأسرهم بل إنها لا تلتفت لمعاناتهم على الإطلاق.

 

ويبدأ ذلك التنكر بحرمان أسرهم من المعونات الشهرية التي كانت قد تكفلت بها لمن يقاتل في صفوفها فضلا عن قطع النفقات الشهرية المالية التي تدفعها عادة لمن يقتل في المعارك.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية