مأساة أطفال فقراء تستدرجهم مليشيا الحوثي وتعيدهم لذويهم أشلاء
على متن عربة عسكرية اصطفت على جانبيها عشرات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 عاما في طريقهم للقتال في صفوف مليشيات الحوثي.
في عملية خداع يتعرض لها الأطفال ليكونوا عبارة عن أرقام جديدة في محارق الموت العبثية.
هذا المشهد وإن كان صادما فإنه يختزل نهج المليشيات في الدفع بمن هم أقل انتباها للخطر الذي سيواجهون وهو الموت في المحارق المتعددة.
من بين أولئك كان (أسامة.ج) وهو طفل -تتحفظ وكالة 2 ديسمبر على اسمه كاملا حرصاً على سلامة أسرته- كان في الطريق لبلوغ 16 عاما من عمره لولا المصير المؤلم الذي ساقته إليه مليشيات الإرهاب الحوثية.
فهو وإن كان لا يجيد استخدام الأسلحة فإنه تعرض لدعاية كاذبة من مليشيات الحوثي ليستجيب لها هربا من والديه في الطريق إلى الهلاك.
كان أسامة فتى يافعا يعمل بصمت في إحدى البقالات لرعاية أسرته وتوفير القوت الضروري لهم فضلا عن دفع إيجار المنزل الذي يأوي سبعة من إخوانه.
وذات صباح اختفى في ظروف غامضة ليجعل من ذاك الاختفاء لغزا محيرا لأسرته كما جعلها تعيش قلقا وخوفا لا ينتهي من المصير الذي ألم به.
ظل والده على مدى يومين يبحث عنه ويسأل أقرانه في الحي دون جدوى؛ ليأتيه الرد من مشرف الحوثي بالحي أن ابنه أصبح مجاهدا في مدينة الحديدة.
استخدم الأب كل علاقاته لإعادة ابنه وهو ما كان له بالفعل، فبعد أسبوعين من اختفائه عاد وقد بدأت تطرأ عليه أفكار غريبة وغير منطقية.
حاول الأب منعه من الذهاب مرة أخرى لكنه لم يمتثل له فحبسه بالمنزل لأسبوعين، وعندما أطلق سراحه ظنا منه أنه لن يذهب للقتال فوجئ باختفائه مرة أخرى.
كانت وجهة أسامة مرة آخرى إلى الحديدة ليقضي نحبه هناك بعد شهر ين على اختفائه من حيه في صنعاء.
أبلغت مليشيات الحوثي الإرهابية أسرته باستحالة نقل جثته لتحولها إلى أشلاء، وقام أحد مشرفيها بإيصال مبلغ 100 ألف ريال كدية للأسرة المغدورة.
بعد أشهر على وفاته ذهب والده إلى مقر المليشيات الإرهابية لاستلام السلة الغذائية التي تصرف كل ثلاثة أشهر لذوي القتلى، لكن عناصرها رفضوا ذلك بعدة ذرائع، وهو ما يثبت أن المليشيات تستدرج الأطفال بخبث إلى المعارك ثم تتنكر لأهلهم بعد وفاتهم.
وتستخدم مليشيات الحوثي الكهنوتية أساليب استدراج مقيتة، وتستهدف الأطفال كونهم الأكثر استجابة للادعاءات الحوثية الزائفة بأنها تقاتل أعداء قادمين من خارج الحدود لخدمة أهدافها الشيطانية.