وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

كُلياً تغير مظهر مدينة الحديدة، ونزع الحوثيون عنها لباس الجمال الذي أهّلها طوال الفترة الماضية لتكون من كبرى المحافظات اليمنية وأكثرها جذباً للمشاريع التجارية والاستثمارات الداخلية، وبمرافقة ذلك كانت المدينة واحدة من أكثر المدن التي تتمتع ببنية تحتية مؤهلة مقارنة مع محافظات أخرى لا تمتلك المقومات نفسها.

وعلى مدى التهاب المعارك بين قوات المقاومة اليمنية ومليشيات الحوثي الإرهابية على بوابة مدينة الحديدة سعت الجماعة الإرهابية جاهدةً لأن تنتقم من المدينة التي لفظتها ولم تمنحها الستر لمواجهة جحافل الجمهورية القادمين على طريق التحرير، فراحت تجعل من مدينة الحديدة حقلاً للألغام والعبوات الناسفة مهددة بأن تصبح ركاما وأطلالا حين قرر الكهنوتيون نسفها، وهو فعلاً ما حدث في مداخل المدينة عندما استشعروا نهايتهم.

أحيلت الشوارع الكبيرة في كيلو 16وكذا شوارع صنعاء والخمسين والتسعين وشمسان إلى سراديب وأنفاق نشرت فيها المليشيات الإرهابية عناصرها قبل أن يتم تحرير عدد منها، كما نشرت فيها عتادا عسكريا وقناصة عملت على إخفائهم في تلك الأنفاق طوال فترة المواجهات العسكرية مع قوات المقاومة اليمنية. إضافة إلى ذلك فقد جرفت الجماعة الحوثية خطوط الأسفلت في مساحات متعددة بالشوارع تلك حتى يتسنى لها زراعة الألغام ودفنها في التراب، محاولةً الحد من تقدم القوات اليمنية المشتركة على نحو فاعل.

على غرار ذلك، بلغ دمار البنية التحتية مستوى فظيعا في مناطق من المدينة قبل تحريرها.. فقد تعمدت المليشيات تدمير جزء كبير أثناء سيطرتها على تلك المناطق في حين نالت صواريخها وقذائفها من جزء آخر.

وكانت القطاعات الأكثر تضرراً من عبث مليشيات الحوثي هي القطاعات الأساسية، مثل شبكات المياه والمنشآت الصحية، وشبكات الكهرباء، وخطوط الهاتف والمصانع، ومخازن الغذاء (صوامع)، والشوارع العامة، عوضاً عن التدمير الذي طال المنشآت الخاصة ومنازل المواطنين.

واشتعلت الحرائق في أوقات متفاوتة بمستشفى الثاني والعشرين من مايو ومصانع إخوان ثابت، الأمر الذي خسر المرفقين نحو 30مليار ريال يمني بحسب تقديرات مسئولين، حيث أحرق الحوثيون قبل طردهم من المستشفى أجهزة طبية باهظة الثمن تستخدم في أغراض طبية متعددة، كما أحرقوا بقصف ممنهج مخازن مصنع إخوان ثابت مرتين أحرقت الأولى مخازن المواد الخام، فيما الثانية عطلت الوحدات الإنتاجية.

ودمرت عشرات الأعمدة الحاملة لكابلات الضغط العالي، إضافة إلى إتلاف المنظومات الكهربائية في الشوارع وأعمدة الإنارة، حيث أدت عمليات الحفر العشوائي إلى تعطيل منظومات الإنارة كلياً في الشوارع المذكورة، وإتلاف عدد كبير من نقاط الإنترنت والهاتف الأرضي، الأمر الذي أحدث مشكلات كبيرة أدت في نهايتها إلى انقطاع شبكة الاتصال الأرضي والإنترنت كلياً، وأجزاء من شبكات الهاتف الخلوي.

وعُرضت الكثير من المجمعات التجارية والمخازن المركزية في شرق المدينة للتلف والاستهداف المتعمد، عوضاً عن قيام المليشيات الحوثية باستهداف صوامع غلال من بينها مطاحن البحر الأحمر التي تعرضت بعض صوامعها للاستهداف الأمر الذي أسفر عن تناثر كميات كبيرة من القمح في محيط المنشأة.

ودأب المليشيات الحوثية يكمن في رغبتها الناقمة بتحويل الحديدة إلى مدينة أطلال قبل أن يتم طردها منها، كما فعلت في ظروف مشابهة بمحافظات أخرى كانت تسيطر عليها خلال فترة ماضية.