بات اليمنيون لا يلتفتون إلى أية مساعي سلام مع ميليشيا الحوثي، فكثير ممن تم استطلاع آرائهم من المواطنين الذين تحدثوا لـ "وكالة 2 ديسمبر" لا يعرفون شيئاً عن وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، مؤخراً إلى صنعاء ثم إلى مدينة الحديدة، في إطار جهوده لعقد مفاوضات سلام الشهر المقبل في السويد، وبحسب أقوالهم فإنهم لا يهتمون بمتابعة مثل هذه الأخبار، لأنهم يعرفون جيداً أن ميليشيا الحوثي لا تنصاع للسلام، وأن الحديث عن سلام مع هذه الميليشيا مضيعة للوقت فقط، وكل ما يعرفونه عنها أنها داعية إلى الحرب والموت الذي توزعه على الشعب بالمجان.

 

من جانبه المواطن سمير عبد المحسن يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر": "ما يقوم به المبعوث الأممي إلى اليمن من محاولات لإقناع ميليشيا الحوثي بعقد مفاوضات سلام جديدة يأتي من باب محاولة ترقيع ثوب مزقه الدنس، فميليشيا الحوثي ركلها الشعب اليمني إلى مزبلة التاريخ ولا يمكن أن يقبل بإعادة إنتاجها ومحاولة تجميل وجهها القبيح، فهي فقدت كل شيء ولم تعد تملك شبراً على أرض اليمن يثني عليها، بل بات كل شبر في أرض اليمن وكل شجر وحجر يلعنها ويبصق في وجهها فما بالنا بالإنسان الذي سلبت منه كافة حقوقه وانتهكت كرامته".

 

لا يختلف رأي المواطن سليمان عن سابقه، ويقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "أصبحنا نفهم دور الأمم المتحدة المنقذ لميليشيا الحوثي، وفي كل مرة تنهار فيها الميليشيا تتحرك الجهود الأممية، ويجب عليها أن تحترم إرادة الشعب اليمني الذي يرفض بقاء ميليشيا الحوثي مسيطرة على مؤسسات الدولة، فالحديث عن مفاوضات سلام نرحب به جميعاً، لكن هل ستصدق ميليشيا الحوثي بعد أن كذبت مرات ومرات، فهي تنقلب على كل العهود والاتفاقيات من قبل الحروب الست التي خاضتها مع الدولة، وكانت الدولة تجنح للسلم والميليشيا تشعل فتيل الحرب".

 

تجارب مريرة عاشها اليمنيون مع ميليشيا تؤمن بالتمرد وتشعل فتيل الحرب في كل حين من أجل الوصول إلى السلطة وتنفيذ مشروعها السلالي الذي يمنحها حق استعباد الناس وترى أن الحكم حق إلهي يخصها هي دون غيرها وأن العامة عبيد خلقوا من أجلها، ويعرف اليمنيون تماماً أن أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي تنتهي كما بدأت، لأنها لا تؤمن بالآخر وتبحث عن إقصاء الآخر من أجل بقاء نفوذها وسلطتها التي يرفضها الشعب اليمني برمته.

 

من جانبٍ آخر أبدت الشرعية اليمنية ترحيبها بأية جهود للسلام في اليمن، كما يؤكد التحالف العربي دعمه ورغبته لولوج الأطراف اليمنية في مفاوضات من شأنها إحياء وتعزيز السلام.

 

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "الوكالة" فإن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الذي زار مؤخراً العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة بحث مع ميليشيا الحوثي ترتيبات جولة جديدة من المشاورات التي ستستضيفها السويد مطلع ديسمبر المقبل.

 

وكعادتها ميليشيا الحوثي تضع الشروط المعرقلة لجهود السلام، حيث وضع زعيم ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، المدعو عبدالملك الحوثي أمام المبعوث الأممي عددا من الشروط للمشاركة في محادثات السلام اليمنية المقررة بداية الشهر المقبل، وكانت هذه الشروط هي ذات الشروط التي وضعتها الميليشيا أمام محادثات جنيف التي كان مقررا انعقادها في مطلع سبتمبر 2018 وباءت بالفشل جراء تعنت ميليشيا الحوثي، كما وضع زعيم الميليشيا طلباً أمام الأمم المتحدة قبل الذهاب إلى المفاوضات يتمثل في منح تسهيلات لنقل قادة من الميليشيا إلى الخارج وإعادتهم بحجة المرض أو الإصابة.

 

يبدو التذمر من الولوج في مفاوضات سلام واضحاً لدى ميليشيات الحوثي، ويبرز ذلك في تصريحات قياداتها لوسائل الإعلام، ومن ذلك ما يقوله المدعو ياسر الحوري أحد قيادات الميليشيا حول زيارة مارتن غريفيت لليمن والتي قال إنها لم تأتِ بجديد، مبدياً رفض الميليشيا لكافة المرجعيات وقرار 2216، الذي يفضي في بعض بنوده إلى أن تسلم الميليشيا السلاح، وهو من الأمور المستحيلة بالنسبة للميليشيا التي تتمسك بالسلاح الذي تهدد به الداخل اليمني ودول الجوار وأهم ممرات الملاحة البحرية العالمية.

 

يرى اليمنيون أن ميليشيا الحوثي ستحاول جاهدة إفشال المشاورات القادمة، وهو سلوكها المعتاد الذي قادت به اليمن إلى أخطر أزمة إنسانية في العالم، وتسببت في قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22.2 مليون يمني، أي نحو 85% من إجمالي السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يقدرون على الوصول إلى الغذاء بصورة منتظمة، وباتوا مهددين بالموت جوعاً، من أصل 14.8 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية