غرق "روبي مار".. كارثة سيدفع اليمنيون ثمنها لسنوات
لولا التهديدات الحوثية بمعاودة استهداف سفينة "روبي مار" وقصفها مرة أخرى بالفعل، لكان من الممكن إنقاذها وقطرها بعيدًا عن المياه الإقليمية اليمنية؛ لكنّ إصرار المليشيا على التسبب بكارثة أدى في النهاية إلى غرق السفينة، وهو ما يعني عمليًا وقوع الكارثة فعليًا.
حتى الآن، ما زالت الكارثة في بدايتها، لكن الخطر الذي سينجم عن غرق سفينة محمّلة بأسمدة الأمونيا، سيكون مدمرًا للبيئة البحرية، وبالتالي تدمير أرزاق مئات آلاف الصيادين الذين يعولون عائلات مؤلفة من ملايين الأفراد على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
وفق خبراء في البيئة، فإن الخطر الذي تمثله كمية الأسمدة على متن السفينة يفوق بأضعاف مخاطر التسربات النفطية، فلدى تفاعل هذه الأسمدة مع ملوحة المياه سيتشكل محلول سُمّي يؤدي إلى نفوق الكائنات البحرية وإصابة بعضها، وهو ما يعني انتقال السموم إلى البشر عند تناول هذه الأسماك المصابة.
كان وزير المياه والبيئة قد أشار في مؤتمره الصحفي الأخير، إلى المخاطر الكارثية على المستويَيْن الاجتماعي والاقتصادي؛ فإلى جانب أن معالجة آثار الكارثة سيكلف مليارات الدولارات وسيمتد لسنوات، فإن ثمة مخاطر اجتماعية ستلقي بظلالها على مئات آلاف العائلات التي تعتمد في أرزاقها على مهنة الاصطياد السمكي، والتي قد تضطر إلى النزوح في حال جفت المياه من الأسماك.
وأعلنت خلية الأزمة للتعامل مع السفينة "روبي مار"، في وقت سابق اليوم، عن غرق السفينة التي تحمل علم بيليز قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد هجومين إرهابيين للمليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني؛ الأول قبل اثني عشر يومًا والآخر منذ يومين.
وأعربت الخلية عن أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر، مؤكدة أن النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها لأكثر من ١٢ يومًا وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة التي تسببت بها المليشيا الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وحمّلت الخلية المليشيا الحوثية مسؤولية الكارثة البيئية وتداعيات استمرارها في استهداف سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية على الوضع الإنساني في اليمن ودول المنطقة، وتهديد السلم والأمن الدوليين، كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في التعاطي الحازم مع التهديدات الإرهابية والحفاظ على سلامة الملاحة العالمية، وإمدادات السلع الأساسية المنقذة لحياة الملايين من شعوب المنطقة.