تدمير النسيج الاجتماعي.. أخطر جرائم الحوثي!
العقلاء فقط يدركون معنى أن تعمل حركة أو جماعة وبطريقة منظمة ومدعومة من أطراف خارجية على تمزيق النسيج الاجتماعي لأي مجتمع من المجتمعات، وهذا ما يحاول الحوثة القيام به تنفيذاً للمخطط المرسوم لهم من أسيادهم في إيران الذين عملوا في أوقات سابقة على تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي الشقيق وبث الفرقة والتشتت بين طوائفه المختلفة..
لقد عاش العراقيون جميعاً ولعشرات السنين في كنف الدولة الوطنية التي كانت تجمع كل أبنائه حتى أنك لا تستطيع التفريق بين طائفة وأخرى ومثلها الديانات رغم التعدد العرقي والمذهبي والديني في هذا البلد الشقيق إلا ان العراقيين كانوا يعيشون إخوة متحابين حتى استطاعت إيران بعد احتلال العراق في 2003 من قبل القوات الامريكية أن تستغل الفوضى التي شهدتها البلاد عبر وكلائها من الأحزاب الطائفية والتي عملت على تدمير العراق منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لتستبدل المشروع الوطني بالمشروع الطائفي الذي مزق العراق وأدخله في دوامة الصراعات..
وليس خفياً على أحد بأن الحركة الحوثية انتهجت نفس نهج الأحزاب الطائفية في العراق إضافة الى ارتكابها الكثير من الجرائم بحق اليمن واليمنيين من خلال مشروع القتل والدمار الذي يحمله فكر هذه الجماعة الإرهابية والتي لم يشهد اليمن مثيلاً لها.
لقد استخدمت هذه الجماعة كل الوسائل الإجرامية للوصول إلى أهدافها الخبيثة إلا ان تمزيق النسيج الاجتماعي لليمن وبث خطاب الكراهية وشن الحرب على المدن المختلفة بمنطق الانتماءات الضيقة مناطقيا ومذهبيا كانت أكبر جريمة ترتكبها هذه المليشيات.
ولكن برغم الشرخ المجتمعي الذي أحدثته هذه المليشيات فإن هناك حقيقة ثابتة تبقى نقطة ضوء ستلقف بمشيئة الله كل إفك الحوثي تتمثل في اللحمة الوطنية التي استطاعت في الماضي التخلص من كل الحملات التي استهدفت وحدة النسيج الاجتماعي وبوعي أبناء هذا الشعب بحجم المؤامرات التي تحاك ضد اليمنيين ووحدتهم وجمهوريتهم ليتصدوا لهذا المشروع السلالي الرجعي كما تصدوا له سابقاً في الـ26 من سبتمبر عام 1962م عندما هب جميع أبناء اليمن لمساندة ثورة الشعب ضد اعتى نظام كهنوتي رجعي متخلف ليقتلعوا الإمامة من جذورها ويرسوا مبدأ حكم الشعب للشعب وهو الشعار الذي كرسته الثورة اليمنية المباركة منذ قيامها..