عندما شاهد عدنان الغيلي الوضع المزري الذي تعيشه الأسر الفقيرة بمديرية أسلم في حجة قرر أن يجمع لها مبالغ مالية للتخفيف من وطأة الوضع المعيشي المزري الذي تعيشه، لكن ذلك لم يكن أمرا مرضيا لمليشيات الكهنوت التي تتلذذ بمعاناة الناس.

 

فالتخفيف من مآسي المدنيين هو أمر مخالف لمنهجها الطائفي الذي يري في حرمان المدنيين ومعاقبتهم أمرا في غاية الأهمية لان ذلك يجعلهم مشغولين بتدبير حياتهم المعيشية بدلا من مراقبة سلوكياتها القذرة.

 

ولذا تصرفت وفقا لمنهجها الرافض للعمل الإنساني، فقامت باعتقاله وزميله "محفوظ الأشول" منتصف الأسبوع الجاري وزجت بهما في سجونها، مبقية التكهن بالمصير الذي ينتظرهما مجهولا وغامضا.

ويتحدر الغيلي والأشول من مديرية المحابشة بحجة، لكن عملهما الإنساني يمتد على عدة مديريات ويستهدف الأسر المتضررة والأشد فقرا في المحافظة ككل.

 

"أوضاع صعبة"

على مدى السنوات الأربع التي أعقبت سيطرة المليشيات على المدن اليمنية دخل المدنيون في مأزق معيشي كبير دفعت بالأسر ذات الدخل المحدود إلى حافة الفقر.

 

ولهذا كان على المنظمات الإنسانية والأشخاص التدخل لإنقاذ الناس من الموت جوعا أو تحت وطأة المرض وهو أمر تعارض مليشيات الحوثي حدوثه، فالتخفيف من معاناة الناس ليس ضمن جدول اهتماماتها بقدر اهتمامها بدفع الناس إلى محارق الموت العبثية.

 

لذا استمرت بالتضييق على كل من يقوم بهذا الدور فكان نصيب المنظمات الدولية النهب والتضييق والاعتقال لعمالها لإجبارها على المغادرة أو وقف أنشطتها الإنسانية.

 

أما الناشطون المحليون فيكون مصيرهم الاعتقال وربما التعذيب عقابا لقيامهم بهذا الدور الإنساني الرائد كحال الأشول والغيلي وهو أمر يدعو للقلق من هذا التصرف الإجرامي الذي يحرم المحتاجين من الغذاء والدواء ما يبقيهم على قيد الحياة.

 

إن كراهية المليشيات الكهنوتية للعمل الإنساني يبقى محل تعجب واستغراب للكثير من الناشطين الذين يتساءلون عمن له مصلحة في إبقاء الناس بعيدين عن المساعدات الغذائية في هذه الأوقات الصعبة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية