يعد إطلاق سراح صحفي ياباني كان محتجزا لدى جبهة النصرة الإرهابية في سوريا عبر وساطة قطرية، أحدث حلقة في مسلسل الوساطات المشبوهة التي تثبت علاقة الدوحة بالجماعات الإرهابية.

 

وأطلقت جبهة النصرة خلال الأيام الأخيرة، سراح جومبي ياسودا، بعد اختطافه منذ عام 2015، عبر وساطة قطرية، أكدها كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، عندما قال في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "تلقينا معلومات من قطر تفيد بإطلاق سراح السيد جومبي ياسودا"، وأضاف: "تم إبلاغنا بوجوده في مركز للهجرة في أنطاكيا بتركيا".

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ياسودا الذي كان محتجزا في القطاع الغربي من ريف محافظة إدلب، لدى "جبهة النصرة" التابع لتنظيم القاعدة المدعومة من قطر.

 

وتمد قطر جبهة النصرة التي تروج لنفسها الآن باسم "جبهة تحرير الشام"، بمئات الملايين من الدولارات، حيث تعد ذراعا عسكريا للدوحة في سوريا.

 

وكانت قطر حلقة الوصل في صفقات مشبوهة عدة ارتبطت باختطاف رهائن، ثم الإفراج عنهم مقابل فدية مالية ضخمة، بشكل غير مبرر بما يشكل تمويلا للتنظيمات الإرهابية، وفي كل الحالات كان تنظيم القاعدة بأذرعه المختلفة، هو الطرف الآخر في الصفقة.

 

وفيما يلي أبرز الصفقات القطرية مع الجماعات الإرهابية في إطار الوساطات المشبوهة:

 

- في فبراير 2013، توسطت قطر للإفراج عن رهائن لدى تنظيم القاعدة في اليمن، كان من بينهم سيدة سويسرية، وذلك مقابل ملايين الدولارات.

 

- في ديسمبر 2013، احتجزت جبهة النصرة، 13 راهبة سورية ولبنانية و3 سيدات، قبل أن تدفع قطر بـ 16 مليون دولار لتحريرهم.

 

- في عام 2014، احتجزت جبهة النصرة 16 جنديا لبنانيا في بلدة عرسال الحدودية، قبل أن تدفع الدوحة ملايين الدولارات لإطلاق سراحهم في ديسمبر عام 2015، مقابل إفراج السلطات اللبنانية عن 13 إرهابيا.

 

- اختطفت جبهة النصرة أواخر عام 2012 الصحفي الأميركي ثيو كيرتيس، وطلبت حينها فدية بقيمة 30 مليون دولار، دفعتها قطر في أغسطس عام 2014، من أجل إطلاق سراحه.

 

الصفقة الكبرى

وفيما تعد أكبر فدية في التاريخ، دفعت قطر ما يصل إلى مليار دولار لميليشيات إرهابية في العراق وسوريا مقابل تحرير 28 عضوا في العائلة الحاكمة القطرية اختطفتهم ميليشيات إرهابية أواخر نوفمبر عام 2015 أثناء رحلة صيد على حدود العراق.

 

وبالإضافة إلى الأموال الضخمة، نص الاتفاق على إطلاق سراح جنود إيرانيين في سوريا وإتمام صفقة "البلدات الأربع" لتهجير السكان السوريين من مدنهم.

 

وبموجب صفقة البلدات الأربع التي أنجزت على مراحل وصولا إلى محطتها النهائية في يوليو 2018، فكت جبهة النصرة الممولة من قطر حصارها لبلدتي كفريا والفوعة في شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيراني.

 

وكسب النظام الإيراني بفضل الاتفاق، نفوذا في مناطق قريبة من دمشق، بعد جعلها خالية من سكانها، الذين هجروا إلى الشمال السوري، وتوفير امتداد تسيطر عليه إيران في سوريا يصل إلى مناطق سيطرة حزب الله في لبنان.

 

وكالات

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية