63 عامًا على ثورة 26 سبتمبر.. اليمنيون بين إرث الكهنوت وبطش الحوثي
تحل الذكرى الثالثة والستون لثورة 26 سبتمبر المجيدة، فيما تعيش مناطق سيطرة مليشيا الحوثي نسخة لا تقل سوءًا عن واقع ما قبل الثورة الأم عام 1962، مع اختلاف الزمن لا المكان.
فقد كان اليمنيون قبل ثورة سبتمبر يرزحون تحت حكم إمامي قائم على التمييز السلالي والاحتكار السياسي والاقتصادي. واليوم، تعيد مليشيا الحوثي إنتاج ذات الممارسات: احتكار السلطة لسلالتها، تغييب التعددية، فرض أفكار طائفية دخيلة لإحكام السيطرة على المجتمع، إلى جانب القمع والاختطافات اليومية الممنهجة منذ انقلابها قبل نحو عقد من الزمن.
انهيار معيشي وظلم ممنهج
تتشابه صورة الواقع المعيشي اليوم في مناطق الحوثي مع ما كان عليه اليمن قبيل الثورة. إذ أثقلت المليشيا كاهل المواطنين بالجبايات، ونهبت الرواتب والإيرادات، وتعمّدت ترك الخدمات تنهار، ليدفع الشعب ثمن الفقر والتهميش في مشهد يعيد ملامح الإقطاع الإمامي. وهي ذات الأسباب التي دفعت الجمهوريين لخوض معركتهم المقدسة في القضاء على مشروع الإمامة وإعلان الثورة الأم.
سبتمبر تحت القمع الحوثي
ومع اقتراب ذكرى 26 سبتمبر، تعيش المليشيا حالة من الرعب، فتلجأ إلى تنفيذ مئات الاختطافات ومنع أي مظاهر للاحتفال، وتشدد قبضتها الأمنية بذريعة "مواجهة أميركا وإسرائيل"، بينما توجه بطشها نحو الداخل لإرهاب اليمنيين الذين يرون في سبتمبر رمزًا لتحررهم من الكهنوت.
تشابه البدايات.. ووعد التكرار
يرى مراقبون أن أوجه الشبه بين الماضي والحاضر ليست صدفة، بل نتيجة طبيعية لعودة المشروع الإمامي بثوب حوثي. وكما فجّرت ممارسات الأئمة غضب الشعب في 1962، فإن سياسات الحوثي اليوم تهيئ الأرضية لانفجار جديد.
وتؤكد هذه المقارنة أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن حدثًا عابرًا، بل مسارًا تحرريًا متجدّدًا، يستعيد اليمنيون في كل عام وعده الخالد: القضاء على حكم السلالة، واستعادة الدولة والجمهورية والحرية، مهما حاول الحوثي جر التاريخ إلى الوراء.