من أنقاض الحرب إلى أمل جديد.. الستيني محمد حسان يعيد بناء حياته في المخا
في مدينة المخا الساحلية- غربي تعز، يجد الحاج محمد أحمد حسان علي- البالغ من العمر 60 عامًا- نفسه أمام فرصة جديدة بعد أن فرقته حرب مليشيا الحوثي عن أبنائه الكبار، الذين هاجروا إلى عدن ومأرب ومحافظات أخرى بحثًا عن لقمة العيش.
يقول حسان لوكالة "2 ديسمبر": "كنت أعمل في عدة أعمال، وآخرها بيع البهارات في مدينة تعز، حتى أُصبت بمرض في العيون جعلني عاجزًا عن العمل. طرقت كل أبواب الخير لكن الأمل أُغلق أمامي في آخر عمري".
رغم وضعه الصحي، لم يستسلم الحاج محمد، فقرر الانتقال إلى مدينة المخا، التي يشهد لها الجميع بالخدمات والتنمية والأمن، ليبدأ حياة جديدة ويؤمّن لقمة العيش لأسرته المؤلفة من أحد عشر فردًا.
وصل الحاج محمد إلى المخا قبل خمسة أشهر وبدأ مشروعه الصغير في بيع المكانس وأنواع مختلفة من الأغراض البسيطة.. يقول: "وجدت تفاعلًا وإقبالًا من المشترين، وبدأت مشروعي خطوة خطوة حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. الحمد لله أستطيع الآن توفير بعض المصاريف لأطفالي وأسرتي".
يضيف: "الحرب أفقدت الكثير من الأسر فرص العيش الكريم، وأصبحنا جميعًا ضحايا هذا الوضع الذي يدفع ثمنه المواطن اليمني البسيط، وأنا واحد منهم. الأعباء والمرض تنهك أجسادنا ونحن نحاول الصمود من أطفالنا".
باعتزاز يتحدث الحاج محمد عن تطور مشروعه البسيط، قائلًا: "بدأت بمبلغ 3 آلاف ريال يمني، واليوم أصبح لدي ميزانية تصل إلى 200 ألف ريال قابلة للتوسعة مع استمرار الحركة وتفاعل الزبائن".
كما يشيد بالخدمات في المخا: "المدينة الأفضل من ناحية التنمية، مع توفر الكهرباء والمياه، مشاريع الطرقات، والمستشفيات المجانية. وقد تم وعدي بعلاجي كوني أعاني أمراض البروستات والكلى، بالإضافة إلى المخيم الطبي القادم لمرض العيون".
لافتًا- في ختام حديثه- إلى أن "المخا تذكرنا بالجمهورية التي كنا نعيشها في زمن الدولة والنظام قبل سنين؛ فيها الأمن والأمان والاستقرار، كما أن انخفاض الأسعار أعاد لنا الابتسامة والحياة من جديد".