مودعًا عامه الرابع، ومستهلًا عامًا جديدًا في مسيرته الوطنية، يجدد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية التأكيد على دوره كحاملٍ لمشروع وطني جامع يتجاوز الانتماءات الضيقة، يضع وحدة الصف الجمهوري نصب عينيه كأساسٍ لاستعادة الدولة اليمنية، ومحو خرافة الولاية وبتر الذراع الإيرانية، التي تمتد عبر المليشيا الحوثية لسلب حاضر ومستقبل شعب عريق، فيدعو القوى الوطنية كافة إلى استثمار هذه اللحظة التاريخية بالتكاتف لإعادة اليمن إلى فضائه العربي.

في هذه اللحظة المفصلية التي تمر بها اليمن، تتجلى حاجة اليمنيين اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى تجنب إثارة البلبلة والدخول في صدامات بينية وتراشق إعلامي لا طائل منه؛ فكلما ضاق الخناق على العدو الحوثي، وجد في خلافات خصومه متنفسًا يمدد أمله في البقاء، حيث يلتقط منها مادة دسمة للتحريض وإشعال الفتنة ومحاولة شق الصف الجمهوري الذي بات الهدف الأول لمشروعه المدعوم من إيران.

إن التطورات الإقليمية والدولية تصنع اليوم فرصًا ذهبية أمام اليمنيين لاستنهاض إرادتهم المشتركة والمضي قدمًا نحو استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب الحوثي. هذا الهدف، الذي اتفق عليه الجميع، يظل السبيل الوحيد لإسقاط المشروع الإيراني الذي أغرق البلاد في فوضى ودمار ومآسٍ لا تُحصى؛ لكن تحقيقه يتطلب وعيًا جمعيًا بأن الخلافات الداخلية ليست سوى هدايا مجانية تُقدم للحوثي على طبق من ذهب.

لا شك أن هناك قضايا مشروعة في المناطق المحررة تستحق النقاش والمعالجة، لكن ذلك لا يبرر أبدًا انزلاق الأقلام الجمهورية إلى حملات دعائية مغرضة أو مضللة تنال من هذا الطرف أو ذاك، ولا يجني ثمارها إلا العدو الحوثي الذي يتربص بالجميع دوائرَه؛ فالتوافق اليمني على مقاومة الحوثي لم يكن ترفًا أو نزوة، بل دفاعًا عن الجمهورية وسيادة القانون، اللذين يجب أن يشكلا المظلة الجامعة والمسار الشرعي لكل ذي قضية، بعيدًا عن أي انحراف يضر بحقوق الجميع.

إن ما يغيظ الحوثي ومن خلفه إيران هو أن يقف اليمنيون كالبنيان المرصوص في مواجهته، مطفئين أي نار تسعر الخلافات بينهم. ولهذا؛ يجد الحوثيون سعادة غامرة كلما شهدوا تراشقًا إعلاميًا في المعسكر المناهض لهم، ليهرعوا فورًا إلى تأجيج الخلافات عبر صفحات وحسابات مستعارة، سعيًا لإعادة إحياء نزاعات قطع اليمنيون شوطًا طويلًا في تجاوزها، عندما أدركوا أن هزيمة الحوثي مرهونة بشرطين أساسيين: تجاوز ونبذ الخلافات وتوحيد الصفوف.

على هذه المرتكزات، ومن هذا المنطلق يبدأ المكتب السياسي عامًا جديدًا في مسيرته السياسية بنفس المنهجية، حاملًا على عاتقه تطلعات شعبٍ يتوق إلى استعادة دولته، ومتمسكًا بنهج الوحدة والتصالح الوطني كسبيلٍ لدحر الانقلاب وإنهاء التمدد الإيراني، تأكيدًا على أن الثبات على المبادئ والعمل الجماعي هما الضامنان لتحقيق النصر وإعادة اليمن إلى مساره الطبيعي كدولةٍ سياديةٍ مستقلة.


#الذكرى_الرابعة_لتأسيس_المكتب_السياسي
#عهدنا_المقاومة_وموعدنا_النصر_والتحرير

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية