عظمة وحرمة النفس البشرية لا يضاهيها هدم الكعبة حجرا حجرا ولا عقوبة يوازيها سوى القصاص النفس بالنفس هذا شرع الله ممن تتغذى نفوسهم بدم وتنعم بالإجرام والسحل في مسيرة لا تقيم للحرمات معيارا في ثقافتها المتعفنة.

 

الساحل الغربي كغيره من مناطق اليمن قصة مأساة تدمي القلب عند التفتيش بين سطور حكاياته الإنسانية التي تقطر دما جراء ضحايا ونفوس تزهق بدم بارد.

 

تصاب بذهول عندما تتجول بمديريات الساحل الغربي بعد دحر المليشيات وتطهيره وأزالت ما أمكن من الأعداد الهائلة من الألغام حيث لم تسلم قرية من القرى المتناثرة على امتداد الساحل الغربي من عشرات الضحايا من الألغام التي زرعتها المليشيا الحوثية لغرض القتل مع سبق الإصرار والترصد.

 

لم يزرع منذ الحرب العالمية حتى الأن الغام كما زرع الحوثين في اليمن بحسب شهادات الخبراء الدوليين ومع ذلك صدر تقرير حقوق الإنسان ولم يتحدث عن ذلك من قريب ولا من بعيد، فقط سمعنا أن ١٤مليون دولار أممية سلمت للمليشيات لغرض التوعية بمخاطر الألغام فكانت رافدا لهم.

 

أصبح أبناء اليمن عامة وفي الساحل الغربي بشكل خاص عناوين على الفضائيات تطالعنا عن سقوط ضحايا نتيجة ألغام زرعها الحوثيون وما يعرض يكفي ليترجم أنها جرائم حرب موثقة  ولا تحتاج لمسوحات وإحصائيات ومن يتباكى على حقوق الإنسان سكوتكم وأنتم تتابعون بتر الأطراف وتناثر الأشلاء يحمل دلالات الذل وعار الإنسانية.

 

الساحل الغربي بعد دحر المليشيات وتطهيره نموذج للمأساة وأدعو كل المنظمات والحقوقيين الذين مازالت ضمائرهم حية أن يقتربوا من الحقيقة وأن يوثقوا ويتحروا الضحايا الذين طحنتهم رحى الألغام والقذائف والنسيان.

 

من يقتل لا تعني له الأخلاق شيئا سواء كان الضحية طفلا امرأة شيخا ولا يهمه أن يكون مدنيا أو عسكريا فقط مجموعة من القتلة ينفذون أوامر قادات قتلت شعبا ولم تكترث بذلك.

 

الساحل الغربي تركته مليشيا الحوثي مفخخا لتلوذ بالفرار بعد أن زرعت البحر بالألغام التي تفتك بالصيادين ولغمت الشاطئ وأرعبت رواده وبترت الألغام السواعد الزراعية السمراء وأصبحت الطرق كلها لوحات تحذير.. انتبه خطر ألغام. لم يعد يستطيع أبناء الصيادين اللعب جوار منازلهم.. بدون خرائط وبعشوائية ووسط رفض المواطنين وطلبهم من المليشيات بعدم زراعة الألغام جوار منازلهم بعشوائية. ويواصل القتلة يوميا حصد أرواح الأبرياء دون رادع في مداخل المدينة.

 

لم تحصد الألغام الحوثية الدواعش كما يتحججون بل اغتالت براءة الطفولة وأصابتهم بإعاقات دائمة واغتالت الصيادين والفلاحين الذين يعولون أسرهم وقصمت ظهور النساء يا للعار الشيوخ حصاد ألغامكم.

 

لا تفسير لذلك سوى بالقول بأنه انتقام من أبناء تهامة لرفضهم التحول لحاضنة شعبة لهم ولوقوفهم المساند للمقاومة المشتركة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية