مع استعداد شمس الأصيل في الرحيل يوم أمس كان الشاعر جهاد الكامل يقوم بعمل إنساني، إنه يحاول إنقاذ ابنته من مرض ألم بها في مستشفى الثورة في إب المدينة التي ترزح تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإجرامية.

 

لم يكن الكامل الذي كان يحاول جاهدا حصول ابنته على الرعاية الصحية قبل أن تتدهور حالتها الصحية أن وجوده في هذا المكان سيجعله عرضة للاعتقال.

 

فمليشيات الحوثي التي ضاقت ذرعا من آرائه السياسية التي ينظمها في قصائد شعرية جميلة تتحين الفرصة المناسبة لاعتقاله.

 

بل إن ذلك أعد بشكل مسبق، فتوجيهات بهذا الخصوص صدرت من وكيل ما يسمى المحافظة لشؤن الصحية والمنظمات المدعو "أشرف المتوكل" فيما أوكلت عملية الاختطاف إلى مشرف مستشفى الثورة «ماجد المشرع».

 

اقتادت عناصر مليشيات الحوثي الكامل من داخل المستشفى تاركة ابنته وزوجته وحيدتين، إلى مكان مجهول.

 

كان التصرف الحوثي صادما للزوجة التي خشيت على زوجها من مصير غامض ينتظره، فسقطت مغشياً عليها خوفا عليه من البطش الحوثي المتوقع.

 

ومنذ يوم أمس الأول وحتى الآن لا أحد يعرف المصير الذي آل إليه الكامل، كما لا يعرف المكان الذي يحتجز فيه وظروف التعذيب البشعة التي ينتظرها.

 

ترهيب ممنهج

عندما نتحدث عن الترهيب الذي تمارسه مليشيات الحوثي في إب بحق المثقفين والشعراء الذين يعبرون علنا عن آرائهم المنتقدة للسلوك المليشياوي هو حقيقة بسيطة عما يجرى هناك، كما هو أمر يبعث عن صدمة من تحويل الحركة الإرهابية «التي ادعت قبلا تحقيق الرخاء المعيشي للشعب» إب إلى سجن كبير.

 

وما نراه اليوم هو موجة واسعة من الاعتقالات بدأت ضراوتها مع مطلع الأسبوع الحالي بعد الدعوات التي أطلقها ناشطون للخروج ضد المليشيات الكهنوتية، وهي في الواقع إجراء قاسٍ بحق المثقفين والناشطين الذين لم يستخدموا سوى وسائل سلمية للتعبير عن آرائهم.

 

إن وسائل العنف الذي تنتهجها مليشيات الحوثي أصبحت واسعة تطال كل من يعبر عن آراء تتباين مع توجهاتها، لتطال هذه المرة شاعرا كبيرا لطالما أمتع معجبيه بقصائده الأدبية الرائعة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية