الرد الإسرائيلي على إيران.. عدة خيارات أمام تل أبيب
فيما تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة كبيرة لإيران ردا على الهجوم الصاروخي الأخير، تتباين التوقعات بشأن الرد المحتمل ومدى تأثيره على مستقبل المنطقة.
ونقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، قولهم إن إسرائيل استعدت للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.
يأتي ذلك وسط حديث حول احتمال تسريع إيران لأنشطتها النووية في محاولة لتعزيز قوة ردعِها بعد الضربات الأخيرة التي طالت حلفاءَها في المنطقة.
الهدف من الرد الإسرائيلي
ويشير محللون إلى أن حجم الرد الإسرائيلي غالبا ما يعكس مدى تأثير الهجوم الإيراني على الأهداف المحددة. وعلى الرغم من عدم سقوط ضحايا في الهجوم الإيراني الأخير، إلا أن استخدام إيران لأسلحة جديدة يثير المخاوف في إسرائيل بشأن تصاعد التهديدات في المستقبل.
المحلل الخاص لسكاي نيوز عربية، موفق حرب، أكد أن إسرائيل لن تتأخر بالرد، على عكس إيران التي تأخرت بردها على إسرائيل.
وأكد حرب أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى ردع إيران عن شن هجمات مماثلة، بل تحاول أيضا توجيه رسالة إلى مايسمى "محور المقاومة" المدعوم من إيران في المنطقة.
جاء الرد الإيراني في وقت حرج لطهران بعد سلسلة من النكسات، بما في ذلك الاغتيالات التي طالت قادتها، مما دفع إسرائيل إلى تعزيز إجراءاتها الدفاعية وتوسيع خيارات الرد.
الردع المتبادل: تجنب حرب شاملة
من جهة أخرى، تسعى إيران أيضا إلى ردع إسرائيل عن مواصلة استهداف مصالحها وحلفائها في المنطقة، لكنها تحاول تفادي التصعيد نحو حرب إقليمية شاملة.
وتظهر تصريحات المسؤولين الإيرانيين أن طهران ليست مستعدة الآن لمواجهة شاملة مع إسرائيل، خاصة مع عدم جاهزية حلفائها( مليشياتها)
وقال حرب لسكاي نيوز عربية: "على الجانب الإسرائيلي، يبدو أن تل أبيب تتبنى نفس النهج، فهي ترغب في معاقبة إيران على جرأتها دون الانزلاق إلى حرب شاملة قد تكون مكلفة على الصعيدين العسكري والاقتصادي".
وأضاف: "رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت صرح مؤخرا بأن إسرائيل تفضل تغيير النظام في إيران على الدخول في مواجهة مباشرة مع برنامجها النووي".
ضرب المنشآت النووية الإيرانية: هل حان الوقت؟
واحدة من أبرز السيناريوهات التي تثير القلق في الوقت الحالي هي احتمال أن تستغل إسرائيل الفرصة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقا لخبراء، تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني "الخطر الأكبر" على وجودها، وقد صرحت في عدة مناسبات أنها لن تتردد في توجيه ضربة وقائية إذا رأت أن طهران تقترب من إنتاج سلاح نووي.
وقال حرب: " أعتقد من المبكر أن تذهب إسرائيل لضرب المفاعل النووية. لعدة أسباب، منها أن إسرائيل قد لا تملك القوة العسكرية الكافية لضرب المفاعل، وربما لأن البرنامج النووي منتشر في أكثر من منطقة في أنحاء إيران".
وأكد حرب أن إسرائيل ستحتاج إلى دعم أميركي عسكري، لحمايتها من رد إيراني قوي في حال ضرب المفاعل النووي.
التصعيد في ظل التوازن الدولي
على الرغم من تهديدات إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية، يبدو أن الولايات المتحدة تلعب دورا حاسما في كبح التصعيد.
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفضل الحل الدبلوماسي وتضغط على إسرائيل للتريث وعدم القيام بخطوات قد تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستدعم ضربة إسرائيلية كبيرة ضد إيران.
وقال موفق حرب لسكاي نيوز عربية: "إسرائيل تلعب الدور المتطرف في العلاقة الأميركية-الإسرائيلية، وتريد أن تذهب لضرب المنشآت النووية، والولايات المتحدة تقول لا. تريثي لنتبع مسار العقوبات، ومسار الدبلوماسية لحصار إيران".
وحذر حرب: "إذا أصرت إسرائيل على الحل المتشدد، أعتقد أن هناك احتمال أن الولايات المتحدة تلحق بإسرائيل. وليس العكس".
ولكن حرب أشار إلى أنه يعتقد أن هناك "حلقة" أخيرة قبل ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وهي احتمال ضرب إسرائيل لمصانع الأسلحة الإيرانية، وخاصة الصواريخ الباليستية، وربما يكون هو الحل الحالي "لمعاقبة إيران"، على حد وصفه.
الدبلوماسية: هل هي الحل؟
في خضم هذا التصعيد، تبرز أهمية الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع. لكن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة في ظل تصاعد التوترات والضغوط الداخلية على الحكومتين الإسرائيلية والإيرانية.
إيران، من جهتها، ترغب في الحصول على تطمينات بأن إسرائيل لن تستمر في استهداف مصالحها، في حين تسعى إسرائيل إلى ضمانات بأن إيران لن تتجرأ على استهدافها مرة أخرى، لكن كلاهما، وفقا لحرب، يريدان تجنب حربا إقليمية موسعة.
حول الحل الدبلوماسي، قال حرب لسكاي نيوز عربية: " يجب أن تنضج الظروف. إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي على الاعتداءات الإيرانية. وبعد أن ترد إسرائيل، قد تنضج الظروف للتفاهم، لأن الطرفان حققا شيء ما، ووقتها عادة ما تنضج التفاهمات والاتفاقيات".
وأضاف: "وقتها يأتي دور الولايات المتحدة والدول الغربية، أو ربما مجلس الأمن، للتقدم بمبادرة ما لإقناع الطرفين بتخفيف التصعيد. ولكن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة".
المصدر| سكاي نيوز عربية