فقاعات في الهواء.. عنتريات الحوثي في خدمة إيران ( تقرير)
غير آبهة لما يمكن أن تضيفه لليمن من أزمات ومشكلات، خرجت مليشيا الحوثي بناطقها العسكري لتعلن عنتريات زائفة عن مشاركتها بصواريخ ومسيّرات وجهتها نحو فلسطين المحتلة، سقطت جميعها قبل وصولها أجواء الكيان الصهيوني.
دون إفادة غزة عسكريًا، إلا جر ويلات جديدة على الشعب اليمني، تستمتع المليشيا بدور التبني لرسائل أسيادها في طهران لتعزيز مواقفهم التفاوضية في الملفات العالقة مع الغرب.
بطريقة مسرحية، وبعد اثني عشر يومًا من الصمت، أعلن المتحدث العسكري لمليشيا الحوثي عن إطلاق ما قال إنها دفعة ثالثة من الصواريخ والمسيّرات باتجاه فلسطينَ المحتلة، معيدًا للأذهان استهداف إيران من أراضٍ يمنية، قطعًا بحرية أمريكية، قبل سنوات، دون علم المليشيا.
في أكتوبر ألفين وستة عشر، قال البنتاجون؛ إن مدمرة أمريكية تعرضت لهجمات صاروخية مصدرُها اليمن، وتبين لاحقًا أن ضباطًا في الحرس الثوري الإيراني متواجدون في الحديدة، هم من أطلقوا الصواريخ، دون إخطار الحوثيين.
ومساء التاسع عشر من أكتوبر هذا العام، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن استنفار طهرانَ حرسَها الثوري، وقواعدها الصاروخية، لتلقين الكيان الصهيوني دروسًا لن ينساها، وما هي إلا أقلُّ من ساعة، حتى نشرت ذات الوسائل خبرًا كاذبًا عن تدمير الحوثيين بارجةً أمريكية في البحر الأحمر، بالتزامن مع إعلان البنتاجون اعتراض البارجة، صواريخَ ومسيّرات انطلقت من اليمن يُعتقد أن وجهتها إسرائيل.
غياب المليشيا عن اللعبة يؤكده أن الكشف عن العمليات الأخيرة أتى من وسائلَ إعلامية إيرانية، ووفق تصريحات مسؤولين إيرانيين عن توسيع نطاق الحرب في الإقليم.
الصمت الحوثي الغافل، ثم التبني الكاذب، مؤشرات واضحة على قبول شيعة الشوارع بأي دور، مهما كان رخيصًا، لخدمة مزاد التجارة الإيرانية بالقضية الفلسطينية؛ إذ صرح الجنرال حسين كنعاني، أحد مؤسسي الحرس الثوري، عن نصب ستين ألف صاروخ في إيران باتجاه إسرائيل، وفيما غزة تُفنى بشرًا وحجرًا، لم يتحرك صاروخ واحد من تلك الستين ألفًا، في وقت يطلق هذا الحرس صواريخ ومسيّرات من اليمن ولبنان.
إيران تمتلك قدرات صاروخية وعسكرية، وطريقًا مفتوحة من طهرانَ إلى القدس، تؤهلها لاشتباك مباشر مع الإسرائيليين، لكنها تجنب أرضها وشعبها الويلات، وبالمقابل تعزز بورصتها التفاوضية، تحت غطاء مليشياتها، بمناوشات لا تسمن ولا تغْني غزة ومقاومتَها عسكريًا، وبالخصم من فواتيرِ دمار جديدة، ستدفعها بلدان وشعوب عربية، بُليت بالسرطان الفارسي.