الحديدة معركة محسومة
قرعت المقاومة المشتركة أبواب مدينة الحديدة في خواتم الشهر الكريم واستطاعت أن تسيطر على المطار ناريا وتضع الجهة الجنوبية لمدينة الحديدة تحت رحمة أقدام الرجال بعد أن دكت أوكار المليشيات في أغلب المديريات الجنوبية للمحافظة، وأجبرتهم على الفرار. عندها سارعت أطراف دولية للتباكي على الوضع الإنساني، وبدأ مبعوث الأمم المتحدة جولة مكوكية تمخضت عن مشاورات جنيف 3 الفاشلة.
أعطت المقاومة المشتركة فرصة للجهود التي تبذل من أجل السلام لكن المليشيات اتخذتها كاستراحة محارب وأظهروا أنفسهم انهم قد تمكنوا من صد المقاومة وظلوا يتغنون في وسائل إعلامهم بأنهم يحققون انتصارات، هذا في الوقت الذي تتمسك المقاومة المشتركة بالمبادئ والقيم الإنسانية..
وأمام تعنت المليشيات وموقفها الناسف لمشاورات جنيف لم يكن أمام المقاومة المشتركة سوى القيام بواجبها وتخليص الشعب من شرها فاتخذت خيار الحسم طريقا لها وتمكنت من استعادة زمام المبادرة.. وشاهد الجميع كيف استطاعت أن تقطع أهم خط إمداد للحوثيين وعزل مدينة الحديدة عن صنعاء ومحافظات أخرى وأحكمت سيطرتها على كيلو ١٦و١٠و٧، وتقدم أبطال المقاومة غربا حتى الجامعة.
وضاعفت المقاومة المشتركة وتيرة العمليات بإطلاق عملية عسكرية واسعة من عدة محاور برا وبحرا وجوا ومن مختلف الجهات من أجل تطهير المناطق التي تسيطر عليها المليشيات وتحرير الميناء كعملية إنسانية قبل أن تكون عسكرية.
من أجل ذلك تواصل رفد المقاومة المشتركة المسنودة من التحالف العربي بآلاف المقاتلين المؤهلين عسكريا والمزودين بأسلحة متطورة ونوعية.
كما وضعت غرفة العمليات المشتركة خطة محكمة ومدروسة وبتكتيك قتالي عالٍ، وتمضي بهدف استراتيجي مرسوم يحافظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم وبهدف حسم المعركة بأقل التكاليف مع مراعاة الجانب الإنساني الذي يضمن استمرار الحياة اليومية للسكان بشكل طبيعي.
فقدت الميليشيات صوابها وأربكتها الضربات الخاطفة وانكسرت محاولاتها بعد هزائمهم في الجبهات والغليان الشعبي الذي قد ينفجر قريبا بانتفاضة ضدها وفتح جبهة من داخل المدينة للقضاء علي جيوب المليشيات..
إن رهان الميليشيات على خوض حرب شوارع داخل الحديدة رهان خاسر فلم يعد تواجدها سوى تواجد صوري وأغلب المتحوثين ورقة خاسرة..