إغراق الحوثيين للأسواق بالمبيدات الملوثة والخطيرة وراء ظهور الآفات الزراعية( تقرير)
يشكو المزارعون في مختلف المناطق اليمنية من نشوء أمراض فطرية وحشائش ضارة خطيرة على أراضيهم ومحاصيلهم الزراعية، في ظل صراع حوثي واستحواذ على تجارة المبيدات الزراعية بدون أي رقابة.
ويدفع المزارعون اليمنيون ثمن فساد المليشيات الحوثية في قطاع الزراعة، والتنافس بين قياداتها على تجارة وتهريب المبيدات الحشرية الخطرة والبذور الزراعية الملوثة.
وقالت مصادر محلية في صنعاء؛ إن مزارعي الجُزَر في مديرية همدان شمال غرب مدينة صنعاء، يشكون من انتشار حشائش ضارة غريبة يصعب عليهم انتزاعها؛ حيث تنمو بكثافة وسرعة، وتمتد جذورها إلى عمق أكثر من متر.
وأدت تلك الحشائش إلى توقف المزارعين عن استخدام الأراضي التي ظهرت فيها هذه الحشائش، حيث لم تنفع كل محاولاتهم لانتزاعها ومن ذلك استخدام الجرافات.
وبحسب المصادر، فإن سبب الآفة يعود إلى بذور جزر تم استيرادها من شركة "جبرودر بيكر" الهولندية، أثبتت نتائج فحص عينات منها احتواءها على بذور غريبة، ووجود أمراض فطرية فيها، إلا أن قيادات المليشيات في الزراعة منحت الشحنة ترخيصًا بالدخول والبيع والتوزيع.
وأشارت المصادر إلى أن منح الحوثيين لهذه الشحنات وغيرها تصريحات البيع تؤكد تبادل منافع من هذه الإجراءات بين القيادات الحوثية وملاك الشركات المستوردة.
وفي الجوف، تعرضت المزارع لعدد من الأمراض التي كبدت المزارعين خسائر كبيرة، وتراجعًا في كميات الحبوب التي ينتجونها سنويًا، وهي الخسائر التي تضاف إلى خسائرهم خلال العام الماضي، بعد تلف منتجاتهم التي نجمت عن تنصل مليشيات الحوثي من وعودها لهم بتوفير مكائن زراعية وتسويق منتجاتهم.
أما في محافظة عمران، فانتشر في أراضيها الزراعية نبات "الهالوك" الذي يتطفل على الخضراوات، خصوصًا، والذي ظهر بدوره بعد استخدام البذور المستوردة، ويعمل على امتصاص عصارة ومحتويات البطاطس، وإفناء جذور الطماطم، وهو ما ألحق بالمزارعين خسائر كبيرة.
ووفق المصادر، فإن المزارعين لا يملكون خبرات أو طرقًا أو وسائل لمواجهة هذه الآفات الزراعية الغريبة عليهم، والنباتات المضرة التي غزتهم من خلال البذور المستوردة الملوثة والمبيدات المحظورة.
ودائمًا ما تعلن مليشيات الحوثي عن ضبط ومصادرة كميات من المبيدات الحشرية المخالفة، حسب زعمها، سواء في نقاط التفتيش والنقاط الجمركية التي استحدثتها في مداخل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، إلا أنها لا تعلن عن مصير تلك المبيدات وكيفية التخلص منها.
وكشفت معلومات وتقارير محلية عديدة عن مصادرة مليشيات الحوثي مبيدات زراعية محظورة عبر المنافذ الجمركية التي نصبتها في مداخل مناطق سيطرتها بحُجة إتلافها، غير أن المليشيات تقوم ببيعها وتسويقها عبر شركات تابعة لها وتجار من أنصارها للتربح من أسعارها.
وتحدث تقرير برلماني منتصف العام الماضي، عن تورّط قادة حوثيين في نشر السموم والأمراض السرطانية في اليمن، من خلال شركات نشطة تعمل في تجارة المبيدات الزراعية، وأورد التقرير أسماء، مثل القيادي الحوثي دغسان أحمد دغسان، وصالح عجلان.