وول ستريت: الإيرانيون تحت الإقامة الجبرية مع انهيار الريال
تسبب انهيار العملة الإيرانية (الريال) في إلغاء كثير من الإيرانيين إجازاتهم ورحلاتهم التجارية، وحتى الرحلات المتعلقة بالدراسات الجامعية والعلاج، وهو ما يمثل تراجعا في الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكل عبئا أيضا على اقتصاد مضطرب بالفعل.
وطبقاً لـ "العين الإخبارية" فقد الريال الإيراني 75% من قيمته تقريبا مقابل الدولار منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ليسجل مستوى قياسيا منخفضا بقيمة حوالي 140 ألفا مقابل الدولار خلال الشهر الجاري، مما يعني أن السلع والخدمات التي تقدم بعملة الدولار ستصبح أكبر تكلفة بكثير، متضمنة وقود الطائرات، الأمر الذي رفع تكلفة رحلات السفر على كثير من أبناء الطبقة المتوسطة.
فوروزان (46 عاما)، أم لطفلين، قالت إن انهيار العملة تسبب في إلغاء خطط إرسال ابنتها إلى الجامعة الكندية التي سجلت بها، لذا سارعت هي وابنتها للعثور على مكان آخر في كلية أقل مستوى في إيران.
وأضافت: "كان لدينا ميزانية محددة لا تتناسب مع زيادة أسعار الدولار وأسعار التذاكر".
تعتبر مشاكل السفر صداعا جديدا في رأس القيادة الإيرانية التي تصارع مع الأزمة الاقتصادية المتعمقة، التي- إلى جانب انهيار العملة- تتضمن ارتفاعا بمعدل البطالة والتضخم، هذا وتتوقع شركة "فيتش سوليوشنز ماكرو ريسيرش" تقلصا أكبر بنسبة 4% في إجمالي الناتج المحلي خلال العام المقبل، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
تشكل المشاكل التي تعيشها إيران "صفعة" على وجه حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، وذلك في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في إيران خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلك التظاهرات – وهي الأكبر منذ تظاهرات الحركة الخضراء عام 2009 – كانت مدفوعة بالسخط من سوء إدارة الحكومة للاقتصاد، ورغم محاولات الأمن قمع تلك التظاهرات، واصلت اجتياح البلاد بقيادة سائقي الشاحنات والمزارعين والتجار في بازار طهران.
كان متوقعا أن يقوم قطاع السياحة والسفر بدعم خلق 1.5 مليون فرصة عمل العام الجاري، والمساهمة في حدوث زيادة بقيمة حوالي 7.3% في إجمالي الناتج المحلي بشكل مباشر وغير مباشر، طبقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
لكن تقول شركات السياحة: إن حجوزات السفر توقفت، مما اضطر العشرات منهم إلى تسريح موظيفهم أو الإغلاق.
مع بدء سريان العقوبات الأمريكية، ألغت شركات طيران دولية كبرى رحلاتها إلى إيران، ومن بينها "آير فرانس" و"بريتيش آيروايز"، حيث أعلنت الشركات عن خطط لوقف الرحلات إلى طهران خلال الأسابيع الماضية، حتى إن الخطوط الجوية الإيرانية خفضت أعداد رحلاتها، وكان من بينها الرحلات إلى هامبورج وجوتنبرج.