الأسبوع الـ11.. الصراع في السودان يتصاعد بالخرطوم والجنينة
تتواصل المعارك في السودان بلا هوادة، حيث يتصاعد العنف بين الجيش والدعم السريع يوماً بعد يوم، ولا يظهر أي تقدم في جهود التسوية أو إبرام وقف لإطلاق النار.
وحسب الشهادات الواردة من العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، فقد تصاعدت حدة الاشتباكات والقصف المدفعي والضربات الجوية مع دخول الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الحادي عشر.
شهود عيان أفادوا بأن زيادة حادة في أعمال العنف لوحظت في الأيام الأخيرة في نيالا، أكبر مدن إقليم دارفور غرب البلاد، فيما دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر أمس السبت، فيما يتعلق بالاستهداف العرقي وقتل أفراد من جماعة المساليت في الجنينة بولاية غرب دارفور.
حدة الصراع بلغت أوجهها بالعاصمة السودانية الخرطوم، ومدينة الجنينة الأكثر تضررا، منذ اندلع القتال في 15 أبريل/نيسان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصة منذ الأسبوع الماضي، في أجزاء أخرى من دارفور وفي كردفان جنوب البلاد.
وزادت الأعمال القتالية منذ أن انتهك طرفا الصراع سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار التي جرى الاتفاق عليها في جدة بعد محادثات قادتها الولايات المتحدة والسعودية، غير أن تلك المحادثات تأجلت الأسبوع الماضي.
وقال سكان في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، إن قتالا عنيفا اندلع الليلة الماضية واستمر حتى صباح اليوم.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المواطن محمد السماني (47 عاما) عبر الهاتف شهادته بشأن تلقي "ضربات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نيران مضادة للطائرات من جانب قوات الدعم السريع منذ الصباح الباكر في شمال أم درمان"، متسائلا: "أين محادثات جدة؟ لماذا تركنا العالم نموت وحدنا في الحرب الدائرة بين (قائد الجيش عبدالفتاح) البرهان و(قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو) حميدتي؟".
ولاحظ شهود العيان أيضا تدهورا ملحوظا في الوضع الأمني في مدينة نيالا خلال الأيام القليلة الماضية، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بعض الأحياء السكنية.
كما اندلع قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الأسبوع الماضي في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تقول الأمم المتحدة إنه يتعذر على العاملين في مجال الإغاثة الوصول إليها.
في غضون ذلك دعت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أمس السبت، لإنشاء ممر آمن للفارين من الجنينة ومساعدة عمال الإغاثة في الوصول إليها بعد ورود تقارير عن عمليات إعدام لأشخاص دون محاكمتهم محاكمة نزيهة بين المدينة والمناطق الحدودية و"استمرار انتشار خطاب الكراهية".
بينما قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو مليوني شخص من بين أولئك الذين شردهم الصراع في السودان نزحوا داخليا، وفر ما يقرب من 600 ألف إلى البلدان المجاورة.