في لحظةٍ فارقةٍ، حط العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، رحاله في مدينة تعز، أرض الكفاح التي أغدقت الزيارةَ بالترحاب ورسمت حولها خطوطًا عريضةً للتفاؤل والأمل، لا سيما وأن المُستهل في هذه الزيارة كان تفقده الجبهات الغربية في محور تعز و تدشين مشروع مائي يمس الحاجة الملحة للسكان بقيمة عشرة مليارات ريال.
 
قبل هذه الزيارة بيومين، كان العميد طارق صالح يحثُّ قادة ألوية المقاومة الوطنية على تكثيف التواصل مع قيادة محور تعز لتوحيد الجبهة من الساحل إلى الجبل والاستعداد للمعركة ضد الحوثيين؛ لكنه أصر على أن يتولى المهمة بنفسه ويشق طريقه إلى تعز، التي غمرته بمشاعر الاحتفاء؛ ومن هذه المدينة التي ظلت، ولا تزال عصيةً على الكهنوت، أعاد التأكيد على أن تعز هي رافعة كل ثورات التحرير ومنها يكون مُفتتح النصر على الحوثيين والمشروع الإيراني التوسعي.
 
إن موجهات النصر على المشروع الإيراني في اليمن تحتم على الجميع الالتحام في صفٍّ وطني شديد التماسك قوي القبضة واحد الهدف، وهذه المنهجية الواضحة لطالما كانت، ولا تزال محور ارتكاز وحرص لدى العميد طارق صالح الذي جدد التأكيد عليها من مدينة تعز وبين أبنائها التواقين لكسر قيد الحصار الحوثي الغاشم على المدينة؛ هنالك حيث بشّر بأن "التحرير العسكري قادم بإذن الله".
 
لقد جاءت الزيارة في توقيت حاسم ومفصلي، في الوقت الذي يراهن الحوثي على استمرار خلافات الفُرقاء؛ ولا شك أن النتائج كانت صادمة للحوثي ومن يسير في فلكه، ورُسمت من تعز وبمباركة أبنائها ملامح مرحلة جديدة قوامها اتحاد الجهود والأهداف والثوابت بمبادرة مسؤولة قادها العميد طارق صالح بنفسه، ترجمةً واقعيةً لمضامين خطاباته التي أكدت باستمرار على تنحية الخلافات جانبًا وطي صفحات الماضي والانفتاح على صفحة جديدة تنصهر فيها التباينات ويُشيّد التوافق الوطني.
 
على مدى ثماني سنوات، وحتى اللحظة، يسعى الحوثيون إلى تأبيد وضع الحصار الناقم وإبقاء المدينة الحالمة رهن العناء؛ لكن مرارة الحصار لن تدوم عندما يستشعر الجميع أن هذا الاستحقاق يجب أن يناله أبناء تعز بالسلم أو الحرب، وألا يُسمح للمليشيا بإغراق المدينة في لُجة المعاناة، وأن يُوضعَ لهذا الإرهاب المتشبث بأهداب الحالمة حد، من خلال "تحرير تعز وتوحيدها كاملة".

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية