ليس الإعجاز هنا.. الإعجاز هو حجم التحول الذي يقوده المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تلك البلاد التي كانت لا تُذكر وصارت قبلة وقُبلة في جبين الجمهورية.. قبل ثلاثة أعوام لم أكن أتخيل التحول الجميل للمخا أن يحدث.. ذهبنا كرجال حرب وعلى فطرة المحاربين سنعود وتبقى المخا كما كانت، ولكن رأي ورؤية العميد طارق مختلفة، ومن السوء ومن الغباء ومن التفريط أن تبقى المخا على حالها في درك المكان والزمان، وأن نمر ونتركها ذات يوم وهي كما كانت قبل السنوات هذه، من المعيب ذلك، هذا لا يجوز.. وفعلاً تحولت المخا وتكاملت بكامل مديريات الساحل الغربي وتموسقت كمركزية وطنية وثقافية وسياسية واجتماعية وفي كل السبل والمسارات الجبارة، وهناك عناصر كثيرة لهذا التحول بداية من القائد والمكتب السياسي والمجتمع المخاوي والسلطة المحلية، والمشاهد للتحول المخاوي والمتابع يدرك هذه الحقيقة الجبارة والمشبعة بالأمنيات..
 
المقالح في المخا 
لم يكن مكتب الثقافة في المخا يُذكر.. القائد ومكتبه السياسي وجهود المقاومة الوطنية والسلطة المحلية ممثلة بباسم الزريقي ككل نفخت فيه الروح وفي المكان وأعلت شأن الفرد، فقبل أيام انتهت بطولة كرة قدم بفوز المخا واستلامها الكأس وكانت بطولة جبارة جمعت بين كل مديريات الساحل التعزي والتهامي، وقبل ذلك ندوات وقراءات وحراك فكري وتوافد نخبوي من كل مكان إلى بلدة تزينت بالحرب والسلم وبالفكرة الوطنية وبالطفرة الاقتصادية، فجل أحلام الناس إيجاد فرصة نضال في المخا وكفاح لشعورهم بوجود شيء وبتعالي أشياء وأن المخا لم تعد قطعة غبار بل صارت لؤلؤة بحر وبمنافذ مشعة، فقبل يومين فقط كان هناك فريق مصري يدرس حالة ميناء المخا لتطويره، والمطار يزهو أكثر والمخاوي ينشده بلمحه المنجزات تلك وقد تلكأ المخاوي كثيراً في الامتزاج بهذه الفاعلية باعتقاده مجرد (هدرة) وأن وضع المخا لن يتغير وطفرة إعلامية ومخاوفه مكتنزة من تجارب سابقة، ولكن فوجئ بالحقيقة وسارع بالجري والمشاركة الفاعلة مع المقاومة الوطنية لصنع هذا المصير الجميل الذي تعيشه المخا ويتخلق بالجميع المستقبل الواعد..
 
صارت المخا وجهة للمجالات كلها..
المخا فاتحة الوصول إلى تعز، وجود المخا يمنح المدينة متنفساً حقيقياً، وهناك جد وكفاح لاستعادة ألق المدينة.. القائد أب كل شيء.. ولا ننسى الأفذاذ الكبار.. أمين عام المكتب السياسي الشيخ عبدالوهاب العامر.. وجهود الدكتور عبدالله أبو حورية، الذي يعمل بجد ورأي ثاقب وبنشاط منقطع النظير.. ورؤساء الدوائر تنظيمية وشبابية والبحوث والدراسات.. أراهن أن الدكتور المصعبي سيوجد بذخاً تنويرياً.. وأما الأستاذة إيمان النشيري رئيس دائرة المرأة، ومن يجهل إيمان، فهي تبعث الكادر النسوي من بين الرمال وصنعت حضوراً ملفتاً للمرأة.. لا يمكن للأستاذ وضاح بن بريك إلا أن ينجح.. يحمل في عقله رؤية باذخة.. وأنت تشاهد النائب الأول للمكتب السياسي ناصر باجيل ابن شبوة وأب الشهيد وهو من فج إلى آخر ومن قلب حيس إلى موزع ومن ناد للكرة إلى ندوة عن تطلعات الثورة تستحث روحك لتكون بعضاً من هذا الإنجاز، فالصنعاني والحضرمي والشبواني والإبي والتعزي.. وابن الساحل.. كل هؤلاء يشكلون التوليفة الثاقبة.. لديهم فكرة يترجمونها حرباً وسياسة وثقافة في الساحل الغربي والمخا هي القلب، قلب التضحية والفداء الكامل.
 
سلامي لهذه التحولات.. من أراد أن يشاهد التحولات الكبيرة عليه التمعن بتحول المخا.. وأشد على يد المخاوي أن يندمج أكثر وأكثر.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية