الشعوب التي تعمل من أجل أن تعيش اللحظة شعوب ميتة؛ بينما الشعوب التي تضع المستقبل نصب عينيها لا تموت، ولا تقبل أن تحكمها الأنظمة الظلامية الرجعية الكهنوتية، ولو استطعنا أن نجعل الشعب يعيش للمستقبل لوجدناه شاهرًا سيفه في وجه الكهنوت الحوثي الذي  لا يقتصر خطره على الحاضر فقط؛ بل يمتد إلى المستقبل. 
 
الحوثية فكرة استعمارية خارجية تنتج الخنوع الشديد، لتلهي الجميع عن أهدافها الرئيسية الخبيثة، كما تصنع بنا اليوم إيران وواشنطن اللتان يُخيل للناس أنهما متصارعتان؛ بينما نشاهد أهدافهما التوسعية واحدة، وكلاهما ينتج لنا- وبقصد- شعوبًا مغيبة ومنومة باحثة عن قوتها اليومي في الوقت الذي تُسلب منها هويتها وأحلامها، حاضرها ومستقبلها، ولم يحدث ذلك إلا بعد القضاء على جبهة الوعي واغتيال الرموز الوطنية الحقيقية وأصحاب المبادئ الذين كانوا يشكلون حاجز صد أمام سيل المؤامرات ضد الوطن وأبنائه وهويته.  
 
يجر الحوثة الناس إلى الحديث والنقاشات حول المواضيع الجانبية التي تشغلهم عن المطالبة بحقوقهم وحريتهم وكرامتهم، كالحديث عن اعتقال المومري وحجر ومطاردة العذري وغيرها من الأمور التي تحرف المسار، بينما تمضي المليشيات في تجريف الهوية وتحريف المناهج وكل ما من شأنه السيطرة على الأجيال التي تسعى لتفخيخها بالموت واللعنة.  
 
كما كنا في السابق نهدر الوقت في النقاش على الوضوء والضم والسربلة والحيض والنفاس، بينما كان "الحوثيرانيون" يعدون لنا جميعًا دون استثناء، العدة لمعركة أغلقت الجوامع ونقضت الوضوء وأبطلت الصلاة، وحرفت اتجاه القِبلة، وما زاد الأمر سوءًا، استمرارنا- حتى اللحظة- في إهدار الوقت بنقاشات من يحكم المحرَّر؛ بينما يواصل الحوثي التوغل والسيطرة في مناطقه، وتفخيخ الحاضر والمستقبل. 
 
الحوثيون يدركون جيدًا أنهم لا يحكمون ولن يستمروا إلا بالقوة، والقوة لا تتأتى إلا بالجهل وتكريس خرافاتهم- ومنها الولاية- في عقول أكبر كمٍّ من العوام والنشء، وجعلهم مستعدين للموت في سبيلها.  
 
لذا؛ يجب على كل حر ألا يغفل معركة الخلاص والإعداد لها وتهيئة أسرته ومجتمعه لساعة الصفر؛ فمعركتنا ليست عسكرية فقط، وإنما معركة فكر وهوية ووجود ومصير.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية