عراقيل الحوثي تكبد مزارعي الجوف خسائر فادحة (تقرير)
تلاشى حلم المزارع "حمران" في تحقيق أرباح مالية لقاء بيع منتجاته الزراعية هذا العام، في محافظة الجوف، جراء القيود التي فرضتها مليشيا الحوثي على تنقل الواردات الزراعية في المحافظة الخاضعة لسيطرتها.
يقول حمران، مكتفياً بإعطاء اسمه الأول، لوكالة "2 ديسمبر": "حققت المساحات المزروعة بالطماطم هذا العام وفرة في الإنتاج الزراعي، وكنت أتوقع أرباحاً تصل إلى 10 ملايين ريال، لكن ذلك ذهب أدراج الرياح وتكبدت خسائر فادحة".
والسبب وراء تكبده كل تلك الخسائر، مليشيا الحوثي، كما يقول حمران، حيث عمدت إلى إغلاق منافذ المحافظة مع السعودية بهدف خبيث يتمثل في دفع أسعار المنتجات للانخفاض إلى أدنى مستوى، فيما يقوم تجار يتبعون المليشيا بشرائها بأثمانٍ بخسة وبيعها لاحقاً في أسواق المدن الخاضعة لها.
مشاعر محبطة
أمام انخفاض أسعار الخضروات في أسواق المحافظة تتولد مشاعر الإحباط لدى المزارعين؛ إذ إن منتجاتهم أصبحت عرضة للتلف، مع عدم وجود ثلاجات مركزية للحفظ، فيكون المزارعون بين خيارين كلاهما مر: إما بيع محاصيلهم بذلك الثمن الذي يحدده المشتري نفسه، أو تركها حتى تتلف.
محمد عفرج، مزارع آخر كلفه الإجراء الحوثي خسائر غير متوقعة، بعدما انخفض سعر سلة الطماطم من 20 ألف ريال إلى 800 ريال، إذ كانت غالبية منتجاته الزراعية يتم تصديرها إلى السعودية.
يحكي عفرج لوكالة "2 ديسمبر" بحزن عن فقدان الأمل في زراعة حقوله في الموسم القام، إثر تعرضه لخسارة كبيرة.
ويشير إلى أن الأرباح التي كان يتحصلها قبل سيطرة ذراع إيران على المحافظة، من بيع الطماطم تتراوح ما بين 130 مليون ريال إلى 140 مليوناً، أما الآن فلا يتوفر لديه رأس المال لتغطية النفقات التي تكبدها في هذا الموسم.
وعن الحملة الإعلامية التي تروّج لها المليشيا حول مساعيها للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي، يقول عفرج: "هي محاولة من المليشيا لاستغلال جهود المزارعين في تحسين صورتها أمام الرأي العام، ففي الواقع كل ما يحصل هو جهد ذاتي للمزارعين".
وتعمل مليشيا الحوثي على كبح مساعي المزارعين بأي ثمن، وتمارس أساليب قذرة لتعطيل الإنتاج الزراعي بهدف دفعهم لبيع أراضيهم.