اختيار موفق ينم عن حس عربي ورسالة عروبية لإيران أقيم كأس الخليج في البصرة وهي المدينة العربية الأولى التي بنيت في العراق، وهي موطن الشجعان الذين قدِموا من جنوب وشمال وشرق الجزيرة ومن كل واد وفج وشكلوها كينونة للعروبة، ففي البصرة عندما بنيت تجد الأزدي إلى جانب التميمي والقرشي مع الحميري.. في شوارع البصرة القديمة تجد المهلب وإلى جانبه الأحنف والأشعث وبجانبه الأسدي والباهلي، وفي البصرة توحد العرب وطاروا إلى سجستان وبنواة، البصرة وثقت عروبة العراق، فلولا الدماء الممتزجة في البصرة عراق العرب لما تجذرت هذه العروبة ولما تآزرت حتى هذه اللحظة. 
 
في الحرب العراقية الإيرانية رمت الخمينية ثقلها بمعركة البصرة، ومهمتها الأولى والأخيرة السيطرة عليها، لإنهاء النواة العربية بالعراق، فالسيطرة على البصرة يعني كسر شوكة العرب والمعركة مصيرية للطرفين.. استخدمت كل الأسلحة.. تفوقت إيران وصارت بطرف البصرة ولكن كون سقوط البصرة يعني سقوط العرب قاد الجيش العراقي عملية فداء.. بحيرة دم.. استبسال فظيع.. ونجح العرب بدحر الحرس الثوري والقضاء عليهم وصدهم إلى خلف الحدود العراقية الإيرانية، فالعراقي لا يمكن أن يسمح بسقوط البصرة، وكل العرب شدوا رحالهم إلى العراق حفظاً للبصرة.. فلم تكن البصرة، بل كانت صنعاء والخرطوم ومراكش ودمشق وكل مدن القطر العربي.
 
خسرت إيران بمعارك البصرة الثماني قرابة نصف مليون مقاتل.. وعجزت.. عجزت عن تحقيق حلمها في وأد العروبة.. بمعارك البصرة وعند تضييق إيران الخناق على البصرة شعر العرب بسقوط العرب وشعروا بحرج الموقف.. يمانون وعرب وأفارقة لبوا نداء العروبة واستبسلوا للدفاع عنها بمعارك الحدود الملتهبة، فهي البصرة، بصرة.
 
هناك حيث أراد كسرى أن يعود.. وقرر العرب بقادسية ثانية وأد المشروع الفارسي.. فالبصرة خزانة العرب.. القبة.. العظمى.. وهي الزاهية.. فهناك كان الحسن البصري يعظ الناس، ويضع الفراهيدي العظيم علمه العروض، وهناك تموسقت الرايات فالمهلب والأشعث والقسري والأحنف والسنة والشيعة من العرب والخوارج وكل هؤلاء عرب مهما تباينوا وتقاتلوا كانوا الصد العروبي لأحلام الساساني، والرياضة حرب ومونديال البصرة لطمة عربية بوجه خميني إيران، والخليج عربي الزمان والمكان، ومونديال الكرة بعض من السياسة، وظنت إيران أنها نجحت بطمس هوية العراق فكان #خليجي_25.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية