المحرر السياسي| جماهيرية سياسي المقاومة الوطنية في مأرب.. روح الزعيم وقّادة حتى دفن خرافة الولاية
شاءت الأقدار رغماً عن أنف الظروف والواقع، أن يصبح هذا الزمن (2 ديسمبر) تاريخاً وطنياً، وبداية انطلاقة جديدة لتاريخٍ من النضال والكفاح، وفرصة ثانية بخصوصيات ذاتية للولوج في معركة أخرى تُستعاد بها الجمهورية، وتُقرع من خلالها أجراس الإرادات الوطنية الساعية إلى التصدي للمشروع الإيراني ومشاريع الإمامة والكهنوت التي استخفّت بالثقل الجمهوري الوطني وتاريخ عريض من كفاح اليمنيين لعقود، وهم يبذلون أرواحهم في سبيل وطنهم وكرامتهم.
صباح ذلك اليوم "2 ديسمبر 2017" ارتقت الروح الجمهورية للزعيم علي عبدالله صالح، ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا، مبرهنةً أن اليمن أغلى من كل مكسب وأعظم من أي مشروع، وأكبر من أي مؤامرة، فكانت روحاهما ودماؤهما الزكية نداءً وطنياً أجبرنا كيمنيين على الاقتداء بهما، والسير في درب نضالهما، واقتفاء أثر المقاومة والرفض، والسير في سبيل الدفاع عن مكتسبات الجمهورية ومنجزاتها، وتفويت الفرصة على أعداء الوجود والحياة والكرامة.
فكلما توالت علينا هذه الذكرى، أعادت إلينا الحماس، وبعثت فينا الأمل من جديد، وضاعفت همومنا الوطنية، ومنحتنا الثقة والقوة في المُضي قُدماً نحو المستقبل الجمهوري، والتحدي الجسيم الذي يقف على عاتقنا كجمهوريين أحرار، أقسمنا بأرواحنا وحياتنا ألا نفرط في ذلك الدرب؛ درب الحرية والكرامة، وألا نحيد عن مسار أجدادنا وآبائنا في النضال، ولطالما كان شهيدنا الأبرز صالح قدوتنا في الفداء، قد سبقنا إلى هذا المضمار مفتتحاً بذلك مشهداً استثنائياً لنعبر خلفه بثبات وعزيمة، ودون أدنى تردد أو خذلان، لنظفر بالمجد والخلود.
ومن الساحل الغربي، وتحديداً مدينة المخا، ومن مأرب شرقاً، رأينا كيف أن هذه الذكرى تُعيد توهجنا، وتلملم جراحاتنا، وتضعنا في قلب التحدي، لا سيما أن عدونا ما يزال يجثم بأفعاله وسلوكه وفكره الرجعي على جغرافية وطننا الحبيب؛ فتزداد عزيمتنا ونشد رحالنا بكل أطيافنا وتوجهاتنا، وما دامت غايتنا واحدة، وهدفنا أوحد فلن تقف طريق أمام زحفنا ومشروعنا الوطني، ولسنا مقيدين بالعجز والخيبة؛ بل ستنبثق هممنا العالية من رحم هويتنا وتاريخنا الشاسع في النضال والتضحية، مفطورين على الكرامة، وتواقين للظفر بالمجد مهما تباعدت ما بيننا السبل، وكشرت أنياب الحقد فلن نأبه لقسوتها وحقدها الدفين، لأننا نحمل أرواحنا على أكفنا وننثرها كالورد في سماء الوطن ومجده.
فالزمان 2 ديسمبر، والسياق ذكرى الشهادة والزعامة والخلود، والمكان خاصرة اليمن الساحل الغربي، ومأرب الصمود.. والقيادة سياسية وعسكرية جمهورية حكيمة، والمشروع وطني بامتياز، ستتضافر كل هذه الدوافع ليتحقق مراد وآمال شعب نبَذ التخلف والقهر، ولفَظها في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر، ولن يركع لقبحها ثانية، أو يتقبلها كواقع ويتعايش معها؛ كونها تقف على النقيض من رغباته، وتمتص وجوده، وتحوله إلى مجرد وقود لمشاريع العمالة الفارسية وطموحاتها الملالية الوصولية.. فنحن شعب ألف حياة الرخاء والاستقرار، وتشرّب رشفات السلام والحرية، فيستحيل أن يرغب في العودة إلى سلوكيات التمسيُد والتمايز الطبقي العنصري، ودفع الجبايات وسلب المقدرات، واجتثاث منابعنا وجذورنا التي تربينا عليها، وتولدت أحلامنا وإرادتنا على منوالها.
ومن هذا المنطلق، سنمضي معاً وبوتيرة واحدة للاصطفاف خلف قيادتنا الرشيدة ورمزها الوطني، من هذا الزمان والمكان لبتر الذراع الإيرانية (مليشيا الحوثي)، ونخلط أوراقها، ونشعرها بعجزها وهشاشتها، ونكشف حجمها الحقيقي بزخم وطني وجمهوري تشكلت نواته هنا، وستتسع رقعته ليشكل حاضنة فعلية لهذا الوطن، ومشروعاً صلباً سيبتلع أذناب إيران أحفاد الإمامة؛ فمن قال الجمهورية أولاً وأخيراً كان النصر حليفه والمجد سنده، والفلاح سبيله، وبخطى ثابتة سيُحدث لحظة فارقة في تاريخنا اليمني المعاصر، وسيتنفس شعبنا الصامد المكافح الصعداء على يده.
وقد تراءى للعيان بوضوح ناصع، الحشد الجماهيري والكرنفالي الذي نظمه فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة مأرب والذي هبّ لإحياء هذه الذكرى بحب وإخلاص وعزيمة وطنية تؤكد أن سفينة النجاة ستنطلق من هنا، وأن المشروع الوطني سيتولد من هذا الزخم الشعبي والسياسي، وأن الأفق رحب لاحتواء كافة الفرقاء واستيعاب طموحاتهم في إطار مشروع عام وجامع، يحتضن- باسم الجمهورية والدولة والنظام والقانون- شتى الأطياف السياسية والحزبية الوطنية، من أجل استعادة الدولة وترسيخ مبادئها الثابتة وأعمدتها الحقيقية.
ومما لا شك فيه، أن عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، يبذل جهداً مضنياً وبرؤية وطنية واستراتيجية سياسية وعسكرية وتنموية، بغية توحيد الصفوف وتحقيق توازن وطني صلب، على الرغم من جملة المخاطر والتحديات التي تقف عائقاً ليس أمامه فحسب؛ بل أمام اليمن ومشروع الدولة، لكنه كما تشير نجاحاته الأولية سيتجاوز كل المعضلات ويمضي باقتدار وجدارة نحو إرساء مشروع وطني جمهوري هو الأمل للمجتمع وللدولة وللاستقرار.