جمهورية أو ملالية.. هكذا اتضح الأمر للسواد الأعظم ومن عشاق الحرية والديمقراطية من أبناء اليمن عقب خطاب قائد ميليشيات الإرهاب الحوثية بما أسماه يوم عيد الغدير الذي تجنى فيه وبلغة مبطنة على الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام..

 

اتضح الأمر جليا بما كانت تخفيه قيادة ميليشيات الحوثي من أهداف خبيثة فاتضح الأمر بعد خطاب الأمس أنهم لم ولن يؤمنوا بالحرية والديمقراطية كحق من حقوق الشعب اختارها لتسيير حياته منذ بزوغ شمس السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ليؤكد في خطابه أن كل هذه الأشياء يجب إنهاؤها حال وجود الوريث الشرعي لإدارة الحكم والمختار من الله وفق زعمه، مشيرا بذلك إلى من يسميهم من آل البيت تحت مسمى الولاية..

 

حقيقة مرة ربما الكثير صدم بها وتحديدا رواد وأبناء ثورة سبتمبر الخالدة الذين تأكد لهم الأمر أن كل ما يجري منذ 2011م وما حدث مؤخراً منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام ما هي إلا حروب لإعادة الوطن إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر وعودة النظام الإمامي الاستبدادي الذي سقط بأيدي وسواعد الأبطال من دعاة الحرية..

 

بدأت حقيقة وأد الجمهورية منذ أن اقتحمت ميليشيات الحوثي النصب التذكاري للجندي المجهول بميدان السبعين لدفن صريعها الصماد في محاولة منها لتذليل العقبات من أمام مشروعها الكهنوتي والتي كانت قد سبقت ذلك بإزالة صور تذكارية لثوار سبتمبر من المتحف الحربي بالعاصمة صنعاء وكل ما يتعلق بالنضال السبتمبري الثوري دون أن يحرك المجتمع اليمني ساكنا أو يستنكر مثل هذه الأعمال التي تسعى إلى تغييب الدور النضالي والتحرري لأبناء الوطن..

 

قائد ميليشيات الإرهاب الحوثي ذكر في كلمته أنه صاحب الحق بحكم البلاد مقدِّماً نفسه وميليشياته كوريث شرعي مختار من السماء لحكم اليمنيين، مؤكدا بكلمته ما ظل طيلة أعوام يخفيه ويتستر وراءه من مشروع إمامي ظلامي كهنوتي اتضح جلياً للسواد الأعظم من أبناء اليمن من عشاق الحرية والجمهورية والديمقراطية، والذين حتماً سيكونون لكل هذه الأفكار بالمرصاد لوأدها والحفاظ على جمهوريتهم وديمقراطيتهم..

 

الأمرُّ من كل ذلك وبعد ادعاء الحوثي أن له الحق الإلهي في حكم البشر هو ما تفوه به في كلمته من أن الرسالة لا تخضع لانتخابات الناس بل هي متروكة لله موحياً بذلك إلى نفسه متناسياً قول الله الذي أمر عباده "وأمرهم شورى بينهم" والتشاور في الأمر، وفي هذا تحدٍ صارخ لأوامر الله ونواهيه، بل وصل الأمر إلى أن يدعي أن يوم الولاية اكتمل به الإسلام موحياً بذلك أن الرسالة المحمدية التي اصطفى الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم لم تكتمل إلا حين أعطيت الولاية للإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه متناسياً بل وجاهلاً أمرا هاما وحقيقيا أن لا الإمام علي ولا أولاده من بعده احتفلوا بهذا اليوم الذي لا يمثل إلا أعداء بيت النبوة وأعداء الدين الإسلامي..

 

من استمع إلى خطاب الحوثي أدرك يقينا أن ما سيظهر في قادم الأيام أفظع وأمرّ مما ظهر بالأمس من حقائق هذه الجماعة التي في كل مرحلة تتكشف وتظهر مساوئها عن سابق أكثر فأكثر، والتي بقدر ما تظهر حقيقتهم أيضا تظهر خسارتهم الكبيرة وإخفاقاتهم الحقيقة في إظهار أفكارهم الطائفية المقيتة التي عفا عنها الزمن في شعب اليمن منذ أعوام، وتجاوزها اليمنيون منذ بزوغ فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والذين أكدوا أن لا عودة لخزعبلات العبودية والكهنوتية والظلامية مهما كان الثمن..

 

طبعاً الحوثي أظهر أنه يعيش في فلك لحاله بعيداً عن المجتمع بعيداً عن ثقافة الناس وتطورهم العلمي والثقافي والمعرفي الحوثي متجاهلاً من حوله وكأنه يخاطب رعاعاً أو جهلة غير مدركين لقرآنهم ودينهم فاخترق الآيات وأصدر الفتاوى وأعطى الحق الإلهي والشرعي له في حكم البشر، وهذا ما كان الجميع يؤكدوه بل واليوم نرجع إلى ما ذكره الشهيد القائد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله عندما قالها وبالحرف الواحد (تريد يا حوثي ترجع إمام على اليمن...) ها نحن اليوم نرى الطموح الحوثي يتجسد بأعلى صورة اليوم..

 

طبعا أنا والكثير نعرف جيدا أن الجماهير والقواعد الشعبية بحاجة إلى قائد يقودها حتى تحدث شيئا على الواقع لكن ما أراه اليوم وبعد أن غابت الكثير من القيادات الحزبية عن قواعدها أو تناست قواعدها وبات انتماؤها مجرد مصلحة تسعى لها أرى اليوم القواعد تراجع حساباتها في وضعها ووضع وطنها ووضعها الديني أولاً وأخيراً أمام ما يتهددها من خطر قادم باسم الدين للأسف الشديد فلم ولن يضر الدين إلا من تشدق به واتخذ منه مطية للوصول إلى هدفه الخبيث..

 

ختاماً وفق ما أراه وأعتقده أن حقيقة الحوثي ظهرت وبات الأغلب من الشعب اليمني مدركا ما يسعى له من إعادة الشعب إلى حكم الإمامة البائدة إلى حكم الولايات والسيد والعبد.. إلى حكم الشريف وغير الشريف وكل الترهات والألفاظ المناطقية التي تجاوزها اليمنيون منذ أزمنة وعفى عنها الزمن، ولم ولن يعود لها مكان في أوساطهم وقادم الأيام ستكون بإذن الله شاهداً على عدم انصياع الشعب لإملاءات الحوثي وميليشياته.. سيكون هناك تمرد لإنهاء هذا الاستبداد الحوثي الميليشياوي الذي عاث في الأرض الفساد، وهو الأمر الحتمي الذي يجب أن يكون لأن إرادة الشعوب لا تقهر ولا يمكن لأي قوة في الأرض أن تقهرها مهما بلغت عظمتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية