في الذكرى الأولى لتحرير ريفها.. أبناء حيس يتذكرون مآسي التشطير الحوثي بين مركز المديرية وقراها
يحتفي أهالي مدينة حيس، جنوبي الحديدة، بالذكرى الأولى لتحرير ريف المديرية بالكامل على أيدي القوات المشتركة التي طردت مليشيا الحوثي قبل عام، بعد معاناة وقصف ممنهج وحصار خانق فرضته المليشيا على السكان وقسمت مديريتهم إلى جزئين منفصلين.
وبعد طول فراق، اجتمع السكان في مركز المدينة وريفها، بفضل العملية العسكرية التي أطلقتها القوات المشتركة العام الفائت، تحديداً في الـ21 والـ22 من نوفمبر 2021م، عندما كانت مديرية حيس على موعدٍ مع استكمال تحريرها وتأمينها.
الإعلامي فيصل عبدالنور الدرامي، أحد أبناء ريف غربي تعز، أكد أن العملية الخاطفة التي قامت بها القوات المشتركة في ريف حيس ومقبنة تعز، تكللت بتحرير كافة القرى التي كانت تتمركز فيها عصابة الحوثي الإجرامية، ولاقت ترحيباً كبيراً من السكان والتفافا شعبيا واسعا.
وأوضح أن القوات المشتركة أنقذت الأهالي من الحوثيين، في ريف حيس، بعدما كانت تمارس ضدهم المليشيا كل أنواع التعسفات والعنف في النقاط الأمنية، وكانت تفرض على المواطنين المتنقلين من قرية لأخرى إبراز هوياتهم الشخصية، وتفتيش هواتفهم المحمولة، وقطعت كل الطرقات بالألغام ومنعت تنقلاتهم الأسرية والزيارات حتى أيام المناسبات العيدية.
وأكد أن المليشيا مارست أبشع التعسفات، وكانت تتعامل مع الأهالي وكأنهم أجانب وهم في قراهم، مضيفا: "حتى الأجانب المتنقلين من دولة لدولة لم يواجهوا كل تلك التعسفات والإجراءات القمعية التي تتعامل بها مليشيا الحوثي مع اليمنيين داخل قراهم".
علي حسن ريمي، أحد أبناء مديرية حيس، أكد أنه شعر بفرحة غامرة يوم إعلان التحرير الشامل لقرى حيس على أيدي القوات المشتركة. وقال: "الحياة عادت إلى طبيعتها وسوق المدينة الأسبوعي الشعبي القديم ضج بالحياة أفضل مما كان سابقاً قبل الحرب.. حيس خلال عام كامل على تحريرها، شهدت تطوراً حقيقياً وملموساً في التنمية والاقتصاد".
من جانبه أشار علي عزي أحد أبناء ريف حيس، إلى أن قدوم القوات المشتركة، خلصهم من كابوس كان جاثماً على صدورهم، وبعد تحرير قريتهم دار قديره، الكائنه شرق حيس، والتي كانت تفتقر لأبسط مقومات الحياة، عادت إليها الحياة بعد أن تدخلت العديد من المنظمات بالمشاريع الإنسانية والخدمية لصالح السكان والنازحين.
ولخص عبدالرحمن محمد شاوش، عاقل سوق الخضروات، معاناة المديرية سابقاً، لافتا إلى أن الحوثي فرض حصارا مطبقا على السكان، مستطردًا: "القرية التي كنا نروحها قبل الحرب في أقل من دقائق، وقريبة من مركز حيس، كنا نروحها في عهد الحوثي لأكثر من 5 ساعات عبر طرق فرعية ومخاطرة بين الألغام، والآن شاحنة الخضروات التي كانت تصل بعد أسبوع وبأسعار باهظة باتت تصل في بضع دقائق، والأسعار رخيصة ونأكل من خيرات مزارعنا في ريف حيس".
وحررت القوات المشتركة مركز مدينة حيس في الـ5 من فبراير 2018م، وقد عانى السكان فيها لأربع سنوات من الحصار والاستهداف الحوثي، ثم انتقلت مليشيا الحوثي لتتمركز في ريف المديرية، وكانت تباشر عملياتها الإرهابية من تلك المناطق، غير أن هذه المناطق هي الأخرى عانقت التحرير والنصر على أيدي القوات المشتركة قبل عام.