فيديو| وقفة احتجاجية لضحايا ألغام الحوثي في الحديدة.. الأمم المتحدة شريكة في سفك دماء المدنيين
ينظر ضحايا الألغام الحوثية إلى الدور الأممي المتماهي مع الذراع الإيرانية، بأنها أحد عوامل التسبب في معاناتهم؛ إذ إن تقديم الدعم المالي لمن يقوم بزراعة الألغام يُعد دعمًا مباشرًا للمليشيات في ارتكاب الفظاعات بحق المدنيين الأبرياء.
وبنى المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها ضحايا الألغام ومنظمات المجتمع المدني و بمشاركة مكتب حقوق الإنسان في محافظة الحديدة، استنتاجاتهم على التقارير الحقوقية التي حملت عنوان "دعم الموت" وكشفت عن تقديم الأمم المتحدة للمليشيا الحوثية، خلال السنوات الماضية، نحو 15 منحة مالية إضافة إلى دورات تدريبية وعربات نقل وصلت إلى 420 سيارة.
وطالب المشاركون الأمم المتحدة بوقف دعمها وإلزام المليشيا المدعومة إيرانيًا بتسليم خرائط حقول وشبكات ألغامها لفرق الهندسة لتتمكن من تطهير المناطق المحررة.
ورغم ما حققته هندسة القوات المشتركة من نجاحات في تطهير مساحات واسعة، لا تزال حقول وشبكات ألغام مليشيا الحوثي تشكل كابوسًا يؤرق أهالي الساحل الغربي، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع ضحايا في صفوف المواطنين.
يقول غالب محمد قائد، وهو أحد ضحايا الألغام الحوثية في مديرية حيس، خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت، اليوم السبت، في الخوخة العاصمة المؤقتة لمحافظة الحديدة؛ إن الدعم الأممي شجع مليشيا الحوثي على الاستمرار في ممارسة الأعمال الإجرامية عبر زراعة مزيد من الألغام في مناطق وأماكن يرتادها المدنيون.
ويرى قائد، الذي بُترت قدماه بانفجار لغم حوثي قبل سنوات، أن الدعم الأممي للمليشيا يقدم الأمم المتحدة بأنها شريكة في قتل المدنيين.
واستنادًا إلى تقارير حقوقية كشفت قبل أيام عن تقديم الأمم المتحدة ملايين الدولارات لمليشيا الحوثي تحت عنوان "دواعٍ إنسانية" لنزع الألغام، يُعد منافيًا للقوانين الدولية التي تُلزم الطرف الذي قام بنزع الألغام بتطهيرها لا مساندته بمنحه المزيد من الأموال، بحسب ما يفيد عبده أحمد.
وأحمد، الذي فقد يديه بانفجار لغم فردي زرعته مليشيا الحوثي، يرى أن الدعم الأممي للمليشيات مع عدم فرض أي ضغوط عليها، دفعها للتنصل من التزاماتها بالقانون الدولي الذي يجبر الطرف المسؤول عن زراعة الألغام على القيام بنزعها.
ويقول إبراهيم يحيى، وهو أحد ضحايا انفجار لغم حوثي أفقده يده وقدمه اليسرى، إن دعم الأمم المتحدة لمليشيا الحوثي شجعها على ارتكاب مزيد من الجرائم، كما دفعها للتنصل من الالتزام بالقانون الدولي الذي يجرم قتل المدنيين.
سعيد علي نهاري، يذهب إلى أبعد من ذلك، حد اتهام الأمم المتحدة بالمشاركة في سفك دماء المدنيين، والتسبب بمعاناة ضحايا فخاخ الموت الحوثية، الذين يسقطون بشكل يومي.
ويضيف: شاهدنا جميعًا الدور الأممي في منح المليشيا الأموال والعربات مع أنها هي الطرف الوحيد الذي قام بزراعة الألغام، متسائلًا: هل تعي الأمم المتحدة ما تقوم به حقًا.
من جانبه، يقول علي قاسم: تستخدم جيوش العالم الألغام كأسلحة دفاعية، لحرمان الطرف الآخر من حق استخدام الأراضي أو الموانئ الاستراتيجية؛ لكن بالنسبة لمليشيا الحوثي، فإنها تستخدم فخاخ الموت لإلحاق الأذى بالمدنيين، دون تمييز.
الهدف الواضح من ذلك، كما يرى قاسم، الانتقام منهم لرفضهم مشروعها التدميري؛ "ذلك جزء من الانتقام ولا شيء سواه، لكن الأكثر مأساة هو أن يجد المجرم من يقدم له الدعم، والأكثر مدعاة للاستغراب هو أن تكون الأمم المتحدة هي من يقوم بذلك.
واتهم تقرير حقوقي هيئات ومكاتب الأمم المتحدة العاملة في اليمن بدعم زراعة الألغام، والاشتراك، تبعًا لذلك، مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في قتل وإصابة آلاف اليمنيين.