6 سياح أوروبيين وأفارقة يستعدون لمغادرة المخا بعد إنقاذهم من عاصفة في عرض البحر
يتفقد هيلفن (30 عامًا)، الصاري المثبّت في سقف يخته الراسي في القناة المائية بميناء المخا غربي اليمن، ويُجري تجارب روتينية للتأكد من فاعلية منظومة الاتصالات ونظام الملاحة في اليخت، مستعدًا لمغادرة الميناء الذي أُجلي إليه البارحة رفقة اثنين آخرين من نفس الجنسية " جمهورية السيشيل " الأفريقية بعد إطلاقهم نداء استغاثة من عرض البحر، لبّته قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر.
وقال هيلفن، وهو قُبطان اليخت، إنهم واجهوا عاصفةً شديدة في مياه البحر الأحمر ليلة 5 - 6 نوفمبر، أدت إلى اختلال توازن اليخت الذي كان يقلهم في رحلةٍ من القاهرة إلى جيبوتي. وبعد أن علقوا لليلةٍ كاملةٍ، قرر توجيه نداء استغاثة عاجل اُلتقط من قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر، والتي تجاوبت على الفور مع النداء وباشرت عمليات الإنقاذ.
قبل ساعاتٍ من إنقاذ السيشيليين الثلاثة، كانت قوات خفر السواحل قد لبّت نداء استغاثة أُطلق من يخت صغير يرفع العلم الفرنسي ويُقل ثلاثة من الجنسية الفرنسية تضرروا من العاصفة وارتفاع منسوب الأمواج في البحر الأحمر، من بينهم الخمسيني نيسلون، الذي عبّر عن شعوره بالارتياح للمسارعة في إنقاذهم وتزويدهم بالوقود والغذاء.
وقال نيسلون وهو يبتسم ملوّحًا بيده، إنه ورفاقه يشعرون بالسعادة الغامرة لإيصالهم إلى بر الأمان في لحظة من الخوف والهلع، والتكفل بإصلاح محرك اليخت الذي تعرض للعطل، وتزويدهم بالوقود وشبكة إنترنت للتواصل مع عائلاتهم التي فقدوا الاتصال بها منذ تعرضوا للكارثة، حيث يتأهب نيسلون وصديقاه أيضًا لمغادرة الميناء خلال الساعات القادمة، ومواصلة رحلتهم نحو وجهتهم المحددة.
فضل أحمد، ضابط الإنقاذ في قوات خفر السواحل، أشار إلى أنهم تلقوا نداءَي استغاثة في وقتين منفصلين؛ لافتًا إلى أن الوقود نفد من اليخت السيشيلي ، بينما تعطل محرك اليخت الفرنسي، ما استدعى إرسال زورق قطر لسحبه إلى الميناء ومن ثم إعادة إصلاح العطب وتشغيل المحرك مجددًا.
من جانبه، أكد مدير ميناء المخا عبدالملك الشرعبي، أنهم استضافوا الأوروبيين والسيشل الستة وقدّموا لهم كل الرعاية والدعم والعناية.
وأوضح الشرعبي، أن "الضيوف باتوا مستعدين لمغادرة الميناء ومواصلة رحلتهم التي عُرقلت بسبب الرياح العاتية التي هبت فجأة، وأن إدارة الميناء زودتهم بالمياه العذبة والأطعمة الكافية والوقود ليواصلوا رحلتهم بأمان.